خلصت دراسة حديثة قدمت في اليوم الافتتاحي لمعرض «ميد أي تي» المنظم مؤخرا حول مقياس وظيفية أنظمة المعلوميات، التي تحلل مدى انتشار وفعالية هذه الأنظمة داخل الشركات والمؤسسات العمومية والخاصة، أن الشركات والمقاولات المغربية تخصص ميزانية لا تتعدى 0.82 في المائة من رقم معاملاتها لتكنولوجيا المعلومات، وتختلف هذه النسبة من شركة إلى أخرى، حيث ترتفع إلى 1.04 في المائة بالنسبة للشركات الكبرى، فحوالي 24 في المائة من الشركات تستثمر أقل من 50 مليون سنتيم في تكنولوجيا الإعلاميات، و29 في المائة تنفق ما بين مليون و5 ملايين درهم. وأكدت الدراسة أن القطاع المالي وقطاع الاتصالات هما أهم القطاعات التي تنفق أكثر على أنظمة المعلومات داخل مصالحها المختلفة، مشيرة إلى أن 57 في المائة من الشركات المغربية رفعت من ميزانية أنظمتها المعلوماتية خلال السنة الجارية من أجل مزيد من المقاومة ضد أزمة اقتصادية لا زالت ترخي بظلالها في العالم أجمع. وأشار التقرير، الذي شمل أكثر من 100 مدير شركة تفاعلوا مع الدراسة من بين 600 شركة توصلت باستمارة الأسئلة - 20 في المائة منها تابعة للقطاع العام، و80 في المائة لقطاع الخاص، 63 في المائة منها شركات كبرى و37 في المائة مقاولات صغرى ومتوسطة - إلى أن المتوسط العام لتوظيف متخصص في الأنظمة المعلوماتية للإشراف على هذا الجانب داخل المقاولة لا يتعدى متخصصا واحدا لأكثر من 65 مستخدما. أما بالنسبة لقطاع الوظيفة العمومية، فسجلت الدراسة أن الإدارة العمومية تحتل الرتبة الثالثة في مجال الإنفاق على التكنولوجيات الحديثة، بفعل برنامج المغرب الرقمي 2013. وأوضحت الدراسة، التي أشرفت عليها «إيكس كوم» و«إينفومينيو» بشراكة مع الفيدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلوميات والاتصالات وال»أوفشورينغ-أبيبي»، أن 88 في المائة من الشركات تعتبر أن التحدي الأكبر حاليا هو الحفاظ على الأداء الجيد للنظام المعلوماتي للمؤسسة، وسوف يستمر هذا التركيز على هذا الجانب، حيث يعتبر 80 في المائة من مسيري الشركات المغربية أن الهاجس الأمني لأنظمة المعلوميات يبقى ذا أولوية خلال السنة المقبلة. يشار إلى أن الدورة الرابعة من معرض «ميد آي تي» للتكنولوجيا الحديثة للإعلام نظمت برعاية وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، بشراكة مع فدرالية التقنيا»أبيبي»، وعرفت مشاركة أزيد من مائة وثمانين عارضا مغربيا وأجنبيا قدموا حلولا تكنولوجية للمقاولات وتبادل الخبرات، إلى جانب تنظيم ندوات وورشات حول مواضيع مرتبطة بالقطاع. وصرح عبد القادر عمارة، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، خلال كلمة افتتاحية للمعرض، أن الحصيلة مشجعة للاستراتيجية الوطنية «المغرب الرقمي 2013» التي أطلقت في أكتوبر 2009، وأن السلطات العمومية قامت بخطوات إيجابية من أجل إرساء البنية التحتية اللازمة لاستقبال واحتضان هذا النوع من التكنولوجيا. يتعلق الأمر بفضاءات «الأوفشورينغ» بالرباط والدار البيضاء وفاس ووجدة وتطوان، إلى جانب آليات الدعم المخصصة لتطوير القطاع، إذ تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 400 مليون درهم على مدى أربعة أعوام، مؤكدا أن الوزارة تسعى إلى تقييم برنامج المغرب الرقمي 2013، بهدف تحديد هوامش التقدم والتوجهات الرئيسية لما بعد 2013.كما شهد المعرض تنظيم «جوائز الابتكار»، التي تعد مسابقة وطنية لمكافأة الابتكار المغربي، تتوجه إلى المواهب الشابة التي قامت بابتكارات هامة في مجال تكنولوجيا المعلوميات، حيث فازت شركة «مغرب تيليكوميرس» هذه السنة ب»جائزة الابتكار» الخاصة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة من خلال عرضها الجديد «فاتورتي».