وكالات يتجه مقاتلو المعارضة السورية إلى إحكام قبضتهم على شرايين اقتصادية تغذي النظام السوري للتعجيل بسقوطه. وبهذا الخصوص أكد زعيم قبلي سوري بأن هجوما شنه مقاتلو المعارضة، وأسفر عن السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا والعراق يهدف لقطع الإمدادات من المنطقة الرئيسية لإنتاج الحبوب والنفط. كما أوضح الشيخ نواف البشير أن معظم حقول النفط في دير الزور توقفت بالفعل عن العمل بسبب وجود المعارضين، وهو ما كبد نظام الرئيس بشار الأسد خسائر مهولة، خاصة إذا علمنا أن عائدات النفط تسهم بأكثر من نصف إنتاج سوريا من النفط الذي يبلغ 370 ألف برميل يوميا. كما أكد البشير أن مقاتلي المعارضة يعتزمون السيطرة على بلدتين حدوديتين دفاعاتهما ضعيفة إلى الشرق في محافظة الحسكة الغنية بالموارد الطبيعية على بعد ستمائة كيلومتر من دمشق. وجاءت السيطرة على البلدة ضمن حملة لانتزاع السيطرة على المناطق الحدودية من قوات الرئيس بشار الأسد، وقال البشير إنه يتوقع تغير الوضع العسكري في الحسكة لأن قوات الأسد حاليا معزولة، مضيفا أن قوات المعارضة تتحرك لقطع خط الإمداد الاقتصادي المهم عن النظام، وهو ما سيؤدي لتعطيل عملياته العسكرية. مؤكدا أن النظام يرى أنه لم يعد يستطيع الاحتفاظ بسيطرته على المحافظات البعيدة، وقد بدأ يعيد قواته للدفاع عن دمشق. وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا السبت الماضي على مطار عسكري صغير قرب بلدة البوكمال على الحدود مع العراق بإقليم دير الزور الصحراوي جنوبي الحسكة بعد حصار استمر أسبوعين. ويقول المقاتلون إنهم عززوا سيطرتهم على المعبر الذي يربط سوريا بمعقل السنة بالعراق. ومن شأن السيطرة على مطار البوكمال مساعدة مقاتلي المعارضة على إعادة التجمع بعد الهجمات الجوية والبرية المدمرة على مدينة دير الزور عاصمة الإقليم على نهر الفرات إلى الغرب. وقال البشير إن الهجمات أدت إلى قتل آلاف الأشخاص وتدمير جزء كبير من المدينة. كما لفت البشير إلى أن الجيش السوري الحر سيحصل على دفعة قوية بدخول منطقة الحسكة الغنية بالنفط والزراعة. وأكد البشير أيضا أن عشرات من مسؤولي حزب البعث الحاكم والمليشيات المؤيدة للأسد بالحسكة غيروا ولاءهم بعد السيطرة على رأس العين. ومن بين الاختبارات المباشرة للمعارضين العلاقات مع أكراد محافظة الحسكة والتي يقطنها عدد كبير من الأقلية الكردية السورية، وقد أدت خلافات على الأرض إلى توتر العلاقة بين الجماعتين. وفي إظهار للوحدة شهدت المنطقة احتجاجات عربية وكردية سلمية ضد الأسد، لكن الأكراد ظلوا بعيدين إلى حد كبير عن الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه الإسلاميون أكثر نفوذا على الأرض. وبهذا الخصوص قال البشير إنه بدأ مفاوضات مع الجماعات الكردية لطمأنة السكان الأكراد، مضيفا أنه يجري تشكيل حكومة محلية جديدة في رأس العين للمساعدة في تهدئة المخاوف الكردية. وقد أعيدت الكهرباء والماء للبلدة وسيعاد قريبا فتح المخابز والإدارات الزراعية.