سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال قيادي في حزب الاشتراكي الموحد بتهمة حيازة المخدرات وأحزاب اليسار تتحدث عن مؤامرة عائلته تتحدث عن مؤامرة نفذتها امرأة بتواطؤ مع جهات معينة ومسيرات في ورزازات تطالب بإطلاق سراحه
اعتقلت المصالح الأمنية بمراكش حميد مجدي، أحد القياديين النقابيين البارزين، التي تقود الاحتجاجات التي تنظم بمنجم بووزار، بتهمة «حيازة كمية كبيرة من مخدر الشيرا والكوكايين». وقد جاء اعتقال المسؤول النقابي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بورزازات، بناء على اتصال تلقته المصالح الأمنية تفيد بأن سيارة حميد مجدي، التي كانت مركونة أمام مقهى بشارع علال الفاسي مساء يوم الجمعة الماضي تحتوي على كمية كبيرة من مخدر «الشيرا» و«الكوكايين». وبعد انتقال العناصر الأمنية إلى شارع علال الفاسي، قامت بتفتيش سيارة المسؤول في الحزب الاشتراكي الموحد بإقليمورزازات، وعثرت على ما يقارب كيلوغراما من «الحشيش»، وقامت باقتياده صوب مقر ولاية أمن مراكش للتحقيق معه. وقد أثار هذا الاعتقال احتجاجات ساكنة إقليمورزازات التي خرجت في مسيرات تطالب بإطلاق سراح حميد مجدي. وأوضح حسن مجدي، شقيق المعتقل حميد، أن شقيقه الذي قاد عدة معارك نضالية في قطاع سيارات الأجرة والفنادق والمناجم أخبره قبل حوالي خمسة أشهر بأنه «ينتظر ضربة قريبة»، مضيفا أن النقابي مجدي تلقى اتصالات تهدده بالتصفية الجسدية واغتصاب أفراد من العائلة، قبل أن تتحول الاتصالات إلى مكالمات هاتفية تضامنية من أناس «لا يعرفهم، ويقدمون أنفسهم على أنهم يقيمون خارج المغرب، وسيحلون بالبلد للتضامن مع المعتصمين». وأضاف حسن في اتصال مع «المساء» أن «شخصا من هؤلاء المتصلين قال لأخي إن امرأة قادمة من فرنسا ستتصل بك قريبا عندما تحل بالمغرب». وأضاف بأن الشك بدأ يتسرب إلى حميد مجدي، لكنه لم يرد قطع حبل «التضامن». وبعد مرور أيام قليلة، وتحديدا يوم الأربعاء الماضي، تلقى حميد اتصالا هاتفيا من امرأة تقدم نفسها على أنها تتابع نضالات عمال المنجم، وأنها حلت بمدينة الصخيرات قادمة من الديار الفرنسية، قبل أن تطلب منه المجيء إلى مدينة الصخيرات والإقامة رفقتها بمنزلها الخاص، يقول حسن ل «المساء». رفض حميد السفر إلى الصخيرات على اعتبار أنه جاء إلى مراكش لزيارة والدته. وفي صباح يوم الجمعة الماضي تلقى النقابي البارز في الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بإقليمورزازات اتصالا من المرأة المذكورة يفيد أنها حضرت إلى مراكش، وأنها توجد في مقهى بالقرب من السوق التجاري «مرجان», الموجود بطريق الدارالبيضاء. توجه حميد رفقة شقيقه حسن فوجدا امرأة تدخن سيجارة من النوع الفرنسي، وترتدي لباسا شفافا، قدمت نفسها على أن موظفة بشركة للسيارات بفرنسا، وأنها تقيم بالديار الفرنسية منذ حوالي 24 سنة. طال كلام المرأة «المجهولة» عن حياتها دون أن «تدخل في الموضوع»، يقول حسن، مشيرا إلى أن «ما جعل الشك يساورني هو أن لغتها الفرنسية كانت ضعيفة. وبالرغم من مجالستها أزيد من نصف ساعة، لم يعرف حميد وشقيقه الموضوع الذي تريد المرأة «المجهولة» الحديث معهما فيه، وفي لحظة طلبت المرأة من حميد إيصالها في السيارة إلى منزل تقيم فيه بالقرب من منطقة «ماجوريل»، فاعتذر نائب الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوارزازات عن تقديم هذه الخدمة على اعتبار أن والدته تنتظره من أجل تناول وجبة الغداء معها، فطلب منها شقيقه ركوب السيارة وإيصالها إلى المنزل، لكنها رفضت وقالت إنها ستتصل بشقيقها. افترق الجميع وذهب كل إلى حال سبيله، لكن في حدود الثالثة زوالا تلقى حميد اتصالا من المرأة «المجهولة» تطلب منه رؤيته قبل التوجه إلى مطار مراكش المنارة، فالتقى بها حميد وأوصلها على متن سيارته إلى المطار. هذه اللحظة تعتبرها أسرة مجدي هي الوقت الذي تم فيه وضع المخدرات في سيارة حميد. وفي مساء اليوم نفسه ستحضر المصالح الأمنية بناء على اتصال تلقته إلى مكان وجود سيارة مجدي وتعثر على المخدرات وتلقي القبض على النقابي. وقد قامت المصالح الأمنية بتفتيش منزل أسرته، لكنها لم تعثر على أي شيء، في الوقت الذي أكد شقيق المعتقل أن «حميد لا يدخن ولا يتعاطى الخمر ولا المخدرات إطلاقا». وقد تم تقديم حميد مجدي صباح أمس الأحد أمام أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش وسط حضور كبير لأسرته ودفاعه وممثلين عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابية. وعبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان عن قلقه وانشغاله الشديدين، مطالبا بإطلاق سراحه فورا. وقد أدانت تنظيمات سياسية ونقابية ما أسمته «المؤامرة الدنيئة التي استعملت فيها أساليب عفا عنها الزمن». وعبر كل من الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب النهج الديمقراطي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب فرع مراكش عن استعدادها لخوض كافة الأشكال الاحتجاجية ل «فضح هذه المؤامرة»، حسب تعبيرها.