اعتقلت قوات الأمن، يوم الجمعة 16 نوفمبر الجاري بمراكش، النقابي والسياسي والناشط الجمعوي حميد مجدي، بتهمة حيازة مخدرات. وحميد مجدي هو نائب الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بورزازات، ومستشار ببلدية ورزازات عن الحزب الاشتراكي الموحد، والكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال وموظفي عمالة ورزازات، وعضو نشيط بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان. من جهتها أدانت اللجنة المحلية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوارزازات ما وصفته بالاعتقال التعسفي الذي تعرض له حميد مجدي، وطالبت بالسراح الفوري له ولجميع المعتقلين السياسيين. ودعت إلى إضراب عام بورزازات يوم الثلاثاء 20 نوفمبر احتجاجا على الاعتقال التعسفي والتراجع الخطير الذي مس الحريات العامة والفردية. وسبق لحميد مجدي أن تعرض لمحاكمة عام 2009، بتهمة التجمهر في الطريق العام ومسيرة دون ترخيص أمام عمالة إقليمورزازات والشوارع المحيطة بها وترديد شعارات ماسة بمؤسسة عامل إقليمورزازات وكرامته الشخصية، وحكم عليه بثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ. وحسب بيان للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يعود اعتقال حميد مجدي عندما كان في زيارة لأسرته بمراكش فتلقى مكالمات هاتفية متكررة من طرف امرأة تتدعي أنها تعرفه منذ العام الماضي و أنها سبق أن التقت به هو و أخوه و أنها ناشطة جمعوية و نقابية و تود لقاءه هي ناشط آخر للتعاون واستثمار ما تعتبره مشتركا بينهما و بينه في المجالين (النقابي والجمعوي)، وبينما كان مجدي متواجدا في مراكش أعادت المرأة اتصالها به ملحة عليه مرة أخرى على لقاءه في الصخيرات، ليحيبها حميد مجدي بأنه لا يمكنه موافاتها بالصخيرات وأنه في مراكش لزيارة أسرته، وفي تحول ملفت أخبرته بأن الطائرة التي ستقلها في اتجاه فرنسا سوف تقلع من مراكش على الساعة السادسة مساء، واقترحت أن تلتقي به بمراكش يوم الجمعة 16 نوفمبر 2012 فوافق. وصبيحة يوم الجمعة قرر حميد مجدي لقاء هذه السيدة رفقة أخيه حسن مجدي لكونها تتدعي معرفته ولتجنب الشبهة. وحين وصل صحبة أخيه حسن مجدي للمقهى المتفق عليه اللقاء قرب مرجان بمراكش، وجدا هذه السيدة في انتظارهما وكانت أول من تعرفت عليهما، فقدمت نفسها على أنها مغربية مقيمة بالخارج وأنها ناشطة نقابية ولها اهتمامات جمعوية، فنية وثقافية وترغب في الاستفاذة من الخبرة التي راكمها حميد مجدي في هذا المجال من أجل التعاون والتنسيق في أنشطة ذات الصلة... وحين وصلت الساعة حوالي الساعة الحادية عشر صباحا، طلبت من الرفيق حميد مجدي أن يوصلها هو إلى حدائق ماجوريل بسيارته، إعتذر لها الرفيق حميد مجدي وأخبرها أن السيارة التي جاءا بها لهذا اللقاء هي سيارة أخيه و هو مرتبط المساء بعمله، واقترح أن يوصلاها معا للمكان الذي طلبته ليتمكن هو وأخوه من الذهاب إلى منزل أختهما التي تنتظرهما على غذاء عائلي هي و الأم و بعض أفراد الأسرة. وطبقا لما جاء في نفس البيان، إستقل الثلاثة سيارة حسن مجدي و انطلقوا صوب حدائق ماجوريل، وقبل أن يصلوا إلى المكان المحدد طلبت منهما التوقف لتنزل وأنها سوف تتصل بأخيها ليوصلها ولتقضي بعض الأمور الأخرى الخاصة بها، كما أنها لا تريد أن تؤخرهما أكثر عن موعد الغداء مع العائلة ولا تريد أن يتأخر حسن مجدي عن عمله. وفعلا نزلت من السيارة ، وانطلق حسن مجدي وحميد مجدي لموعدهما العائلي. وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، وبينما حميد مجدي بالمنزل مع العائلة، تعيد هذه السيدة الإتصال به و تخبره بضرورة اللقاء به قبل سفرها لتستكمل معه عناصر النقاش والإتفاق على ما يمكن فعله فيما شرعا في نقاشه هذا الصباح و ليوصلها إلى المطار. فعلا استقل حميد مجدي سيارته الخاصة والتحق بمفرده بموعد تلك السيدة، نظرا لعدم تمكنه من اصطحاب أخيه الذي ذهب لعمله. وحين التحق بها ركبت السيارة حيث كان النقاش و أوصلها إلى المطار كما اتفق، وعاد لوحده من المطار بعد أن ودع تلك السيدة. وفي طريق عودته منفردا بسيارته، وحين وصل لشارع علال الفاسي بمراكش، يفاجئ مجدي بعناصر استخباراتية تخبره بأن لديهم الأوامر بتفتيش سيارته، استغرب الأمر ولم يمانع. بادرت العناصر الاستخباراتية تفتتيشها للسيارة وأمام دهشة حميد مجدي يتم استخراج كمية كبيرة من المخدرات. وفور ذلك حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة، وبشارع علال الفاسي بمراكش يتم اعتقال حميد مجدي و اقتياده لولاية الأمن بمراكش حيث وجهت له تهمة حيازة المخدرات و الإتجار فيها.