طيلة الأيام الماضية، ظلت حالة من الارتباك تسود داخل فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، في انتظار أن يتوصلوا بتأكيد رسمي لإجراء نهائي كأس العرش لكرة القدم المقرر، الأحد المقبل، بملعب الأمير مولاي عبد الله، بالرباط. وطيلة هذه الأيام ظلت خطوط الهاتف تتحرك للحصول على تأكيد رسمي بإقامة المباراة، فلا امحمد فاخر ولا رشيد الطوسي، مدربي الرجاء والجيش كانا يعرفان هل سيهيئان فريقيهما لمنافسات البطولة أم لنهائي كأس العرش، بل إن بعض الظرفاء دعوا المدربين إلى تقسيم تشكيلتيهما، ليستعد طرف لمباراة البطولة، والثاني لنهائي كأس العرش، قبل أن يأتي الحسم أول أمس ويتأكد أن المباراة ستجرى في موعدها وأن على الفريقين أن يدخلا الخط المستقيم للتحضيرات، لينافسا على لقب ينتظران التتويج به بشغف. وإذا كان هذا الارتباك أثر على استعدادات الفريقين، خصوصا أن جامعة كرة القدم عودت المتتبعين على عدم التواصل، وأيضا على عدم التنسيق مع الجهات المسؤولة، فإن الأخطر، هو أن مثل هذه التخبط، يؤثر على منافسة من حجم كأس العرش، تتنافس الفرق بضراوة من أجل بلوغ نهائيها، وحمل لقبها الرمزي، ويؤثر أيضا على تركيز الطاقم التقني واللاعبين على مباراة لها قدر كبير من الأهمية. إن نهائي كأس العرش واحد من أبرز المواعيد الرياضية في المغرب، ومن المفروض أن يحظى بما يلزم من تقدير وعناية واهتمام من جميع الأطراف التي لها ارتباط به وبتحديد موعده وبترتيب أموره التنظيمية، فقبل نيل المغرب لاستقلاله كان موعد كأس العرش فرصة للنضال ولتوجيه رسائل للمستعمر، وبعد الاستقلال ظل موعدا تراهن الفرق المغربية على بلوغ موعده النهائي. وإضافة إلى ذلك، فإن تحديد مكان إجراء المباراة النهائية، من المفروض مثلما هو معمول به في العديد من البلدان، أن يتم قبل انطلاقة الموسم الكروي، وأن تكون جميع الفرق على علم به، دون أن يثير ذلك احتجاج أي فريق، أما أن تنتظر الجامعة إلى حين إجراء مباراتي الدور نصف النهائي لتحدد مكان إجراء المباراة فهذا ليس مقبولا في بطولة يقال إنها «احترافية»، بل إنه يضرب مبدأ تكافؤ الفرص، ويعطي الأسبقية لفريق على آخر، وإن كان الأمل أن يكون نهائي الأحد المقبل بين الجيش والرجاء، عرسا كرويا بما تحمله الكلمة من معنى، إن في أرضية الملعب أو في المدرجات.