وجد فريق الجيش الملكي، أكثر الفرق الوطنية تتويجا بلقب كأس العرش، صعوبة بالغة في تجاوز عقبة الجمعية السلاوية، متصدر الترتيب العام المؤقت لبطولة الدرجة الثانية، بعدما فرض عليه الاحتكام إلى ضربات الحظ الترجيحية بعد مباراة « هيتشكوكية» لم يكن الوقت الأصلي للمباراة ولا أشواطها الاضافية كافية للحسم فيها. وفاجئ لاعبو الجمعية السلاوية الفريق العسكري بهدف ضد مجرى اللعب قبل ربع ساعة من نهاية المباراة بواسطة اللاعب حمدان، المعار من الجيش، بعدما تفنن مهاجمو فريق العاصمة في إهدار سيل من الأهداف المحققة نتيجة تألق الحارس الحمودي، الذي فرض نفسه نجما فوق العادة، باعثا اشارات قوية لمسؤولي الفريق، الذين أعاروه إلى الجمعية السلاوية. ولعب الطوسي جميع أوراقه بهدف العودة في المباراة وهو ما نجح في بلوغه بواسطة البديل هشام الفاتيحي، الذي حكم هدفه على الفريقين باللجوء إلى الأشواط الاضافية، التي شهدت استمرار أصدقاء القديوي في مدهم الهجومي مقابل اعتماد « فرسان الرقراق» على المرتدات الخاطفة. ونجح المهاجم عقال في توقيع هدف التقدم لفريقه بعدما انفرد بالحارس الحمودي، غير أن البديل السمامي نجح في توقيع هدف التعادل و «جر» الطوسي ورفاقه إلى ضربات الجزاء الترجيحية بعد تضييع زميله لعشير لضربة جزاء. وأنصفت الضربات الترجيحية فريق العاصمة وعبدت عبوره إلى المباراة النهائية بعدما الاستعصاء الذي لازمه طيلة فترت المواجهة، خصوصا القائم الذي حرم رفاق المدافع شاكير، الذي تعرض بدوره للطرد، من خمسة أهداف محققة، فضلا عن أخرى تألق الحارس الشاب الحمودي في الحيلولة دون دخولها الشباك. وشهدت الضربات الترجيحية مغادرة المدرب الطوسي للملعب، وتحديدا حينما كان المدافع حمال يهم بتنفيذ ضربة الجزاء الرابعة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات بعدما فسر البعض العملية بكونها جاءت بهدف تفادي معاينة الضربات نتيجة الضغط الذي يصاحبها، وهو التفسير الذي كذبه الطوسي من خلال تأكيده خلال الندوة الصحافية على أنه توجه للمرحاض قبل أن يعود ويعاين تنفيذ القديوي لضربة الجزاء، مؤكدا أنه سبق له القيام بالعملية في إحدى مباريات فريقه السابق المغرب الفاسي. وشهدت المباراة التي تابعها قرابة عشرة آلاف متفرج تشجيع أنصار الجيش لعميدهم السابق الحسين أوشلا، هذا الأخير قام بمبادلتهم التحية، وهو الأمر ذاته بالنسبة للحارس الحمودي، الذي حافظ على عذرية شباكه طيلة 10 مباريات 6 منها في البطولة وأربعة في الكأس قبل أن يستسلم ويرضخ لرغبة رفاق الأمس في التهديف، في وقت ظلت فيه الجماهير العسكرية تردد عباراة « الطوسي .. عسكري» تعبيرا منها عن كون بقائه مع المجموعة يحمل في طياته حبا كبيرا لفريق العاصمة. وتحدث الطوسي عن صعوبة المباراة التي واجه خلالها فريقه الجمعية السلاوية، مشددا على كون الحس الدفاعي لأوشلا صعب مأمورية فريقه، فضلا عن سرعة لاعبيه. وأوضح الطوسي أن أوشلا قطع المراحل ودون اسمه بقوة في قائمة المدربين وأنه يقود فريقه بكل ثبات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفريق السلاوي كان الوحيد الذي انتصر على الجيش خلال جميع المباريات الودية، وهو ما قال إنه يؤكد قوته ويكرس جدارته ببلوغ محطة النصف لأمجد الكؤوس. وشدد الطوسي خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة على أنه لا يفكر حاليا في مباراة الرجاء، موضحا أن مباراة قوية تنتظره أمام النادي القنيطري للحفاظ على الصدارة، وختم قائلا»سنفرح قليلا وسنفكر في مباراة النادي القنيطري للاستمرار في الصدارة، وفوزنا فيها سيهيئنا أكثر للنهائي، كل فريق يتمنى اغناء خزانته بلقب كأس العرش، وشخصيا أرغب في الفوز باللقب لإهدائه لمسؤولي الفريق وجماهيره وللاعبين». من جهته، دعا الحسين أوشلا مدرب الجمعية السلاوية، إلى الاهتمام ببطولة الدرجة الثانية من خلال نقل بعض مبارياتها، وكذا خلق منتخب محلي لمنح لاعبين واعدين فرصة التألق والبروز. وشدد أوشلا على كون مباراة النصف كانت قوية رغم الفوارق الكبيرة بين الفريقين سواء من الناحية المادية أو البشرية، مؤكدا في السياق ذاته أن لاعبيه قدموا مباراة كبيرة يستحقون عليها الثناء. وكرر أوشلا تعلقه وحبه الكبير للفريق العسكري، وختم قائلا:» خلال المرحلة الراهنة سنشتغل بشكل كبير على الجانب النفسي لإخراج اللاعبين من مخلفات الكأس وإرجاعهم إلى منافسات البطولة، لقد قاموا بالدور المنوط بهم على أكمل وجه، تنتظرنا مباراة قوية أمام الكوكب المراكشي وهي بمثابة محك آخر حقيقي سنعمل خلاله على الخروج بنتيجة ايجابية تبقينا في المقدمة، هزيمتنا اليوم هي الأولى لنا في مشوار كأس العرش ونتمنى أن نتجاوزها سريعا ونركز جهودنا على المباريات القادمة، على اعتبار أنه ليست هناك مباريات سهلة فكل المواجهات ستكون حارقة وعلينا الاستعداد لها بالشكل الأمثل».