حسناء زوان تشتكي العديد من النساء من تأخر الإنجاب، والذي تسخر له المرأة كل ما أوتيت من أجل أن تنعم بالأمومة، من وصفات طبية وأخرى طبيعية، حيث تغفل الكثير من النساء علامات مؤشرة لا تثير انتباههن إلى الحالة التي تعاني منها، شأن الحليب المتواجد في الثدي، دون أن تكون المرأة قد أنجبت أو حتى أرضعت.. أسئلة وأخرى يجيبنا عنها عبد الفتاح زكريا، أخصائي أمراض النساء والتوليد، من خلال المعطيات التالية. هرمون الحليب البرولاكتين، أو هرمون الحليب كما يعرف لدى الكثيرين، هو هرمون يتم إنتاج الكمية الأكبر منه في الخلايا اللبنية، الموجودة في الفص الأمامي للغدة النخامية، خلف الأنف، ويرتبط دوره بعملية الإرضاع، حيث يعمل كمُحفّز لإدرار الحليب من الغدد الثديية. أهمية هرمون البرولاكتين يظهر هرمون البرولاكتين عدة تأثيرات حيوية في الجسم البشري، أهمها: تحفيز الغدد الثديية لإنتاج الحليب، حيث يلاحظ ارتفاع تركيز البرولاكتين في الدم أثناء فترة الحمل، مما يؤدي إلى تضخم الغدد الثديية وتهييئها لإنتاج الحليب اللازم للإرضاع. من ناحية أخرى، فإن هرمون البروجستيرون، المُفرَز من المشيمة، يمنع عملية إفراز الحليب من الثدي. بعد الولادة وطرح المشيمة ينخفض تركيز البروجستيرون، مما يساهم في بدء إفراز الحليب والقدرة على الإرضاع. كما يمنح الإحساس بالنشوة الجنسية بعد الجماع، ويعاكس هذا الهرمون تأثير الهرمون الأساس، المسؤول عن الإثارة الجنسية في بداية الجماع، كما أن ارتفاع نسبته تتسبب في فقدان الشهوة الجنسية، وخاصة عند الرجل. ويرتفع تركيز البرولاكتين في الدم في فترة الحمل، استجابة لارتفاع تركيز الأستروجين، الأمر الذي يهيّيء الغدد الثديية لإنتاج الحليب والإرضاع. أما بعد الولادة فينخفض تركيز هرمونات الأستروجين والبروجستيرون، ولكنْ يبقى تركيز البرولاكتين مرتفعا، بسبب عملية الإرضاع، فأثناء الرضاعة يقوم الرضيع بتحفيز المستقبلات الميكانيكية الموجودة حول حلَمة الثدي لتقوم، بدورها، بإرسال إشارات تحفيزية، تحرّض الغدة النخامية على متابعة إنتاج البرولاكتين، والذي يتحول، حين ارتفاعه أثناء فترة الحمل، إلى مثبط لعملية الإباضة. الأعراض المنبهة لوجود خلل هرموني يجب على المرأة، عموما، حين عدم إنجابها رغم مرور سنوات على زواجها أو إدرار ثدييها للحليب من دون ولادة أو الانقطاع المفاجئ للدورة الشهرية أو العجز الجنسي، أن تباشر الفحص الطبيَّ وكذا التحاليل، لمعرفة كمية هذا الهرمون في الدم، والذي تحدد مدى وقوفه وراء هذه الأعراض من غيرها. التشخيص الطبي عادة ما يتم فحص تركيز هرمون البرولاكتين، الذي يجب أن تكون نسبته عند المرأة أقل من 20 ميكروغراما في اللتر الواحد، وعند الرجل أقل من 15 ميكروغراما في اللتر. وحينما تفوق نسبته 30 ميكروغراما في اللتر، فإنه يكون أحدَ أهمّ الأسباب الرئيسية في عقم 20% من النساء، نتيجة تأثيره على الهرمونات الجنسية، بتسببه في نقص تركيز هرمون الأستروجين لدى المرأة والتستوستيرون لدى الرجل. أسباب ارتفاع هرمون البرولاكتين الحالات المرافقة لارتفاع تركيز البرولاكتين عديدة، نذكر منها: -الحمل والرضاعة، -مضادات الألم والقيء، -أدوية الجهاز الهضمي وأدوية الأمراض العصبية والعقلية، -حالات الإجهاد النفسي، -أورام الغدة النخامية، -القصور الكلوي المزمن، -أمراض الكبد الحادة. العلاج بعد المتابعة الطبية وتبيان ارتفاع كمية هذا الهرمون في الدم، يتم فحص الغدة النخاميّة، حيث من الشائع في مثل هذه الحالات أن يكشف الفحص الطبي وجود ورم يتم علاجه إما باعتماد الأدوية أو بعملية جراحية تتمّ عن طريق الأنف. وإن كان السبب في ظهور هذا الورم تناول المريض أو المريضة، لأدوية الأمراض سابقة الذكر، فإن الانقطاع عن تناولها خطوة كافية، للشفاء منه.
عبد الفتاح زكرياء (أخصائي أمراض النساء والتوليد)
نصيحة على المرأة ألا تقلل من خطر إفراز ثدييها للحليب على حياتها الإنجابية