إن انحباس الطمث هو المصطلح الطبي لعدم وجود فترات طمث، إما على أساس دائم أو مؤقت، كما يمكن تقسيم احتباس الطمث إلى احتباس ابتدائي واحتباس ثانوي. الاحتباس الابتدائي يحدث عندما تصل الفتاة لسن 16 عاما ولا تمر بفترة من فترات الحيض مطلقاً. أما الاحتباس الثانوي فهو غياب الطمث وانقطاعه لمدة ثلاث فترات متتالية أو لمدة ستة أشهر بالنسبة لإمرأة حاضت سابقاً. كما يمكن أن تتأثر الدورة الشهرية الطبيعية بعدة عوامل داخلية تشمل تغيرات في مستويات الهرمونات الداخلية في الجسم، إضافة إلى الإجهاد والمرض فضلاً عن العوامل الخارجية أو البيئية. وعندما تمر الفترة الكاملة دون حدوث حيض فإن هناك مشكلة خطيرة تحتاج إلى الاستشارة الطبية، كما أن حدوث ذلك لمدة أطول يدل على وجود مرض أو حالة مزمنة. ما هي أسباب انحباس الطمث؟ قد يكون السبب وراء هذا الأمر هو العامل الوراثي عند الشابات اللائي لم يحضن حتى سن ال16 عاماً، حيث إن المبيضين يستجيبان للإشارات الهرمونية التي تقع في قاع الجممجة والتي بدورها تسيطر على الهرمونات التي تنتج في منطقة تحت المهاد تحت الجسم. كما يمكن أن تؤثر الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر على أي عنصر من عناصر هذه الدورة التنظيمية مما يؤدي إلى احتباس الحيض داخل الجسم. وقد يُشار إلى احتباس الحيض بأنه انقطاع الطمث بسبب الحمل الغير مُشخص، حيث إنها طبيعة فسيولوجية في المرأة. انحباس الطمث الابتدائي:- إن انحباس الطمث الابتدائي هو ظرف يحدث للمرأة نتيجة العوامل الوراثية التي تؤدي إلى عدم وقوع الحيض مطلقاً لدى الفتاة عند سن ال16، وعند عدم وجود الحمل أيضاً. وقد تتسبب بعض الأمور الوراثية أيضاً في هذا الأمر مثل أمراض الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد المسئولة عن التوزيع الهرموني في الجسم، وفي مناطق حساسة أخرى مثل المبيض. وقد يكون أحد الأسباب أيضاً حدوث خلل في الغدد التناسلية، في المبايض والبويضات، مما يؤدي إلى فشل في الطمث وهي من أكثر الحالات شيوعاً عند الفتيات. أما السبب الآخر فهو الإصابة بمتلازمة ترنر، حيث يكون حينها الإنتاج الأدنى لهرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى عدم وجود طمث أصلاً، حيث إن الإستروجين الذي يعمل على نضوج الأعضاء الجنسية التناسلية في الجسم غير موجود بسبب متلازمة تيرنر. وقد يكون هناك أسباب أخرى مثل حدوث خلل في النظام الوراثي للكروموسومات، والاستجابة لهرمون التستيرون، إضافة إلى حدوث تضخم في الغدة الكظرية، أو الإصابة بتكيس متلازمة المبيض. - احتباس الحيض الثانوي:- إن الحمل هو السبب الأكثر شيوعاً لانقطاع الحيض الثانوي، إضافة إلى أسباب أخرى تتنوع ما بين خلل في الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد في المخ ووجود بعض المؤثرات على المبيض والرحم. يتم تعريف انحباس الطمث الثانوي أنه مرض ناتج عن اضطراب في معظم الهرمونات التي تنتجها منطقة تحت المهاد في الدماغ، والتي بدورها ترسل إشارات إلى المبيضين، كما يؤثر على انحباس الطمث الثانوي كل من الآتي أيضاً:- - فقدان الوزن المبالغ فيه. - الإجهاد العاطفي والجسدي. - شدة المرض. كما توجد ظروف طبية أخرى تؤدي إلى احتباس الطمث الثانوي مثل:- - الأورام والأمراض الأخرى التي تصيب الغدة النخامية فتساعدها على إنتاج هرمون البرولاكتين “الذي يشارك في انتاج الحليب” وهو يسبب أيضاً في احتباس الطمث نتيجة لارتفاع مستوياته في الدم. - فشل في المبيض. - متلازمة المبيض متعدد التكيس. - متلازمة “آشرمان” والتي هي سبب في احتباس الطمث حيث ثؤثر على تدنب بطانة الرحم. حبوب منع الحمل في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث:- النساء اللائي أوقفن تناول حبوب منع الحمل من الطبيعي أن يعود لهن الطمث في غضون ثلاثة أشهر بعد التوقف عن استخدام تلك الحبوب، فقد كان يُعتقد قديماً أن حبوب منع الحمل تؤثر بشدة على صحة المرأة ودورتها الشهرية، لكنه تم اثبات العكس، في حين أنه يجب وقف تناول حبوب منع الحمل بسبب عودة الطمث مرة أخرى. أعراض انحباس الطمث:- - في حين بلغت الفتاة سن ال16 و لم يحدث طمث. - عند توقف الدورة الشهرية لمدة ثلاث دورات متتالية عند امرأة حاضت من قبل، ولكنها لم تكن حامل. - أعراض أخرى يمكن أن تكون السبب الكامن وراء انحباس الطمث مثل حدوث اضطراب هرموني أثر على عدم انتظام الطمث، مما يؤثر على نمو الشعر في مناطق غير مرغوب فيها أيضاً وخشونة الصوت. - ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين. متى يجب اللجوء للرعاية الطبية بخصوص انحباس الطمث؟ من الواجب جداً اللجوء إلى الطب بخصوص انحباس الطمث، خصوصاً إن لم يكن هناك حمل، فلا بد من اللجوء للرعاية الطبية شكاً في وجود اضطراب هرموني قد يؤثر على الجسم كلياً بعد ذلك. كيف يتم تشخيص انحباس الطمث؟ يجب أولاً اجراء الفحص البدني إضافة إلى اجراء فحص كامل على منطقة الحوض. ووفقاً لآخر فحوصات بدنية تشخيصية، يكون هناك عدة فحوصات تشخيصية أخرى، حيث اجراء فحوصات عدة على مستويات هرمونات المبيض والغدة النخامية، ومستويات الثيروتروبين، إضافة إلى هرمون التسوتسيرون. وقد يتم اختبار الحمل أيضاً لمعرفة ما إذا كان هناك حمل أم لا. تتم أيضاً عدة فحوصات تصويرية مثل الفحص باستخدام الموجات الفوق صوتية والأشعة السنينية والمقطعية ومسح تصويري بالرنين المغناطيسي، كما يمكن أيضاً المساعدة في تحديد فترات انقطاع الطمث. ما هو علاج انحباس الدورة الشهرية؟ يتم تحديد علاج انحباس الطمث، بتحديد ما ان كانت الحالة ثانوية أم ابتدائية، كما أن أهداف المعالجة يمكن أن تتلخص في تخفيف أعراض الخلل الهرموني على الجسم والوقاية من مضاعفات انحباس الحيض، وتحقيق الخصوبة الجنسية أيضاً، وعلى الرغم من ذلك فهذه الأهداف ليست كل شيء. وقد تكون في بعض الحالات، التشوهات الجينية والتشريحية السبب الرئيسي في انقطاع الطمث، ما يُوصى بإجراء جراحة حينها لتصحيح التشوهات التشريحية. عادة ما يكون انحباس الطمث المرتبط بمنطقة تحت المهاد في المخ يؤدي إلى فقدان الوزن والمجهود المفرط فيه والأمراض الجسدية والضغط المفرط فيه، والذي يمكن معالجته من خلال تصحيح الأسباب الكامنة وراك ذلك. على سبيل المثال مقاومة فقدان الوزن بزيادته وخفض كثافة التدريبات البدنية والتي تعمل على استعادة الطمث مرة أخرى، كما أن المشورة الغذائية قد تكون ذات فائدة في بعض الحالات. عندما يكون السبب فشل المبيض، فإن العلاج الهرموني يكون الأفضل لتجنب الأعراض الجانبية الغير سارة من نضوب هرمون الإستروجين وكذلك الانخفاض المضاعف لمستوى هرمون الإستروجين الذي يؤدي إلى هشاشة العظام أيضاً. في حين ارتبط العلاج الهرموني لانحباس الطمث بمخاطر صحية معينة في النساء كبيرات السن، أما النساء اللاتي عانين من فشل المبيض في صغرهن، فيمكن التوجه للعلاج الهرموني وقاية من الإصابة بهشاشة العظام. كما يمكن للمرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض الاستفادة من العلاجات التي تقلل مستوى الهرمونات الذكرية أو الأندروجين. كما يكون العلاج أيضاً عن طريق خفض مستويات البرولاكتين المرتفعة في الدم، وبالتالي يتم التعديل الهرموني منعا لانحباس الطمث. ويمكن للتكنولوجيا التناسلية المساعدة في حمل النساء الراغبات للحمل وليس لديهن فرصة طبيعية لذلك. وفي حين أن عددا كبيرا من الشركات يسوق بعض الأدوية البديلة والأعشاب كعلاج لانحباس الطمث، فقد تم اثبات أنه ولا واحداً من هذا قد يكون ذا فائدة. كما ارتبطت العلاجات العشبية تلك بآثار جانبية خطيرة قد تؤدي للموت في بعض الحالات، والتي أظهرت بعض الفحوصات أنها تحتوي على قدر عالٍ جداً من السموم. وأخيراً يجب أن نقول أنه من بالغ الأهمية أن نتجه لمشورة الطبيب أولاً وأخيراً. مضاعفات انحباس الطمث:- - العقم والذي يُعتبر أكبر صدمة للنساء اللائي يرغبن في الحمل. - هشاشة العظام والتي ترجع إلى انخفاض مستوى الإستروجين في الجسم. وقد تكون هناك مضاعفات أخرى ولكن كله وفقاً للأسباب الكامنة وراء انقطاع الطمث. كيف يمكن الوقاية من المرض؟ إن انحباس الطمث هو عرض من أعراض انقطاع الطمث، وليس مرضاً في حد ذاته، لذلك يمكن تحديد السبب الكامن وراء انقطاع الطمث ثم الوقاية من حدوثه. ويختلف هذا الأمر باختلاف الحالات، فلا يمكن الوقاية من حدوث خلل هرموني وراثي، في حين أنه يمكن الوقاية من زيادة الوزن وهشاشة العظام بالسير على نظام غذائي صارم يقي من الهشاشة. الجمال – محمد إبراهيم