لقي طالبان صحراويان حتفهما مساء أول أمس الاثنين، فيما أصيب اثنان آخران، بعد أن دهستهم حافلة تابعة لشركة «سوبراتور» بالمحطة الطرقية حي المسيرة بأكادير. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الطالبين، اللذين لقيا حتفهما، وهما «الحسين الكثيف»، 20 سنة، طالب بالسنة أولى علم اجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر، و«بابا خيا»، 22 سنة، طالب بالسنة الثالثة اقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر بأكادير أيضا، كانا يشاركان في مظاهرة نظمها الطلبة الصحراويون داخل المحطة الطرقية، احتجاجا على «الاكتظاظ والارتباك في الرحلات خلال فترات الأعياد». وحسب بيان للمكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، فإن «الحسين الكثيف» و«بابا خيا» توفيا مباشرة «بعد أن دهستهما الحافلة، في حين أصيب الطالب «بلقاضي امبارك» بكسور في اليد اليسرى، والطالب الصحراوي «أبوه الخراشي» بجروح خطيرة على مستوى الحوض، وكسور في الأضلع، وهو الآن في حالة غيبوبة بقسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير. وأشار البيان ذاته إلى «أنه في حدود الساعة السابعة والنصف نظم مجموعة من الطلبة الصحراويين اعتصاما أمام باب المحطة، رفعوا خلاله شعارات تنديدية بالاكتظاظ وبعدم التزام الشركة بتوفير مقاعد للطلبة الصحراويين المتوجهين إلى مدن الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب بمناسبة عيد الأضحى، وهذا ما أدى إلى تدخل الشرطة والقوات المساعدة لتفريق المعتصمين، الذين فوجئوا بحافلة تابعة لشركة «سوبراتور» تحمل اللوحة المعدنية رقم: ب-أ6687 تسير بسرعة مفرطة نحوهم، حيث لم يتردد سائق الحافلة في دهس الطلبة». وعلى خلفية الحادث، تم اعتقال ثلاثة طلبة صحراويين، وهم «الهادف ابريهة» و«العسلة أحمد سالم» و«مصطفى بن الطالب». إلى ذلك، ذكر شهود عيان أن البداية كانت عندما دخل حوالي 100 طالب صحراوي في مظاهرة داخل المحطة الطرقية. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن «الطلبة الصحراويين، الذين يستفيدون من تذاكر للسفر مجانا، كانوا يرغبون في تغيير مواعيد رحلاتهم نحو الصحراء بدعوى الامتحانات». وأضافت المصادر ذاتها، أن احتجاج الطلبة الصحراويين تسبب في عرقلة حركة السير، مما أدى إلى تدخل رجال الأمن الذين حجوا بشكل كثيف إلى مقر المحطة لتفكيك المظاهرة. وقد أدى مقتل الطالبان إلى حالة من الغليان، إذ تشهد الجامعات وقفات احتجاجية، يواكبها إنزال أمني مكثف.