تضاربت المصادر في الحادثة، لكن تحريات متعددة الاتجاهات قامت بها العلم أكدت أن الحادثة وقعت على غير ما روجت له بعض الجهات الانفصالية، ذلك أن رواد المحطة الطرقية بمدينة أكادير فوجئوا صباح أمس بعدد كبير من الطلبة ينحدرون من أقاليمنا الجنوبية يصرون على تمتيعهم بالأفضلية والأسبقية في امتطاء الحافلات العمومية المتوجهة نحو الجنوب، فهم برأيهم يستفيدون بأوراق الركوب المجاني للحافلات في إطار الدعم الذي تخصصه السلطات العمومية للطلبة المنتمين للأقاليم الجنوبية البعيدة عن المدن الجامعية. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت لتهدئة الوضع وإرجاع الأمور إلى نصابها من خلال إفهام هؤلاء أنه لاحق لهم فيما يدعون إليه، وأنهم سواسية مع جميع الركاب والمسافرين، إلا أن ذلك لم يجد نفعا وأصروا على التعامل معهم بأفضلية، وتلبية طلباتهم المتعلقة بالإسراع بإركابهم الحافلات، وتطورت الأوضاع نحو التصعيد حيث بدأ بعض من هؤلاء الطلبة يرشقون الحافلات والركاب بالحجارة مما كان يهدد بانفلات الأمور في اتجاه خطير، وكل هذا كان يقابله استياء من طرف الركاب والمسؤولين في المحطة الطرقية. وبيد أن حافلة كانت تقلع من المحطة المذكورة احتج عليها هؤلاء الطلبة، حيث اعترض بعضهم سبيلها بيد أن آخرين علقوا بها، وأثناء تحرك الحافلة المذكورة ارتطمت بأحد جدران المحطة مما أدى إلى وفاة طالبين كانا عالقين بها. وفي قصاصة لوكالة المغرب العربي قالت فيها إن الضحايا كانوا ضمن مجموعة من الطلبة والطالبات اقتحموا المحطة الطرقية في المساء وفرضوا على المسؤولين بشركة النقل المغربية (ستيام) تغيير التاريخ المثبت في تذاكر السفر التي كانت بحوزتهم رافضين الانتظار حتى صباح الثلاثاء وبمجرد عدم الاستجابة لطلبهم لجأ هؤلاء الطلبة الى عرقلة حركة السير في المحطة الطرقية من خلال وضع أحجار من الحجم الكبير عند نقطة الخروج. وحجزوا أيضاحافلة النقل العمومي كانت تتهيأ لمغادرة المحطة في اتجاه مدينة انزكان بعد إرغام ركابها القادمين من مراكش الى أكادير، على النزول. وقد تسلق اثنان من الطلبة المحتجين النافذة المحاذية لمقعد السائق حيث حاولا إنزاله بالقوة. في الوقت الذي كان يتوجه نحو بوابة الخروج، بينما عمد طالب ثالث إلى الالتصاق بالزجاج الواقي الأمامي للحافلة ليحجب الرؤيا عن السائق. ونتيجة لذلك، فقد السائق السيطرة على الحافلة لتصدم، عند مرورها، الطالبين اللذين تمسكا بالنافذة بحائط مدخل المحطة الطرقية، فيما سقط الشخص الثالث الذي كان ممسكا بالزجاج الواقي الأمامي للحافلة. وقد نقل الأشخاص الثلاثة الذين أصيبوا بجروح بليغة، على وجه السرعة الى المستعجلات بمستشفى (الحسن الثاني) بأكادير. إلا أن اثنين منهما لفظا أنفاسهما الأخيرة، فيما لازال الضحية الثالث تحت العناية المركزة. وحسب المصدر ذاته، تم وضع سائق الحافلة رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة. بيد أن مصدراً على الأنترنيت مساندا للانفصاليين قال إن الطالبين لقيا حتفهما بعد احتجاجهما على الاكتظاظ الذي كان داخل الحافلة واتهم سائق الحافلة بدوسهما.