لم تكتمل أجزاء المشهد بصفة واضحة ونهائية ، لكن الأجزاء المتوفرة لحد الآن من هذا المشهد تؤكد وجود معطيات مثيرة الاهتمام في حادث حريق حافلتين للنقل الحضري يوم الاثنين الماضي . " العلم " حاولت محاصرة هذا الحادث المثيرة وأجرت اتصالات مع جهات أمنية وقضائية أكدت إمكانية وجود عمل إجرامي صرف . فقد خلصت التحقيقات التي تقوم بها عناصر الضابطة القضائية بالرباط إلى أن الحريقين اللذين شبا في حافلتين بكل من ديور الجامع وحي الفتح كانا بفعل فاعل، حيث يحتمل أن يكون الأمر يتعلق بجناية إضرام النار عمدا وإلحاق خسائر بملك الغير . وأوضح مصدر للعلم أن جميع الفرضيات بما في ذلك محاولة القتل والقيام بأعمال تخريبية إرهابية تظل مطروحة خاصة أن الحافلتين المحترقتين في مكانين متباعدين تم في نفس اللحظة . وحسب مصادر أمنية فإن التحريات في هذه النازلة تتم تحت إشراف الوكيل العام بمحكمة الاستيناف بالرباط ، حيث يرتقب أن يتم الإعلان عن خلاصة التحريات التمهيدية في الساعات القادمة . وأضافت نفس المصادر الأمنية أن شهادات لركاب الحافلتين وقابضة إحداهما أثبتت أن رائحة البنزين المنبعثة من مؤخرة الحافلة كانت مصدرا للاحتراق الذي شب فيهما ، وأشارت ذات المصادر أن أحد المستخدمين الذي يشتغل بشركة "ستاريو" صاحبة الحافلتين المحترقتين ، والتي عهد إليها تدبير قطاع النقل الحضري بالرباط وسلا والصخيرات تمارة، شاهد ركابا لم يستطع التعرف عليهم يجلسون في مؤخرة الحافلة التي كانت في طريقها إلى محطة باب الأحد ، إذ أن أحدهم كان يحمل قنينة من الحجم الكبير تنبعث منها رائحة البنزين. وأضاف المستخدم تبعا لذات المصدر أن الأشخاص الذين اشتبه فيهم انصرفوا إلى حال سبيلهم بمجرد وصول الحافلة إلى باب الأحد وبعدها بدقائق لاحظ الركاب دخانا كثيفا يتسلل من مؤخرة الحافلة، واشتموا رائحة البنزين، فتوقف السائق، ونزل الركاب وذلك بديور الجامع، حيث احترقت الحافلة بكاملها وكادت النيران أن تلتهم سيارة أخرى لولا حضور رجال المطافئ الذين حضروا لعين المكان . كما أن التحريات الأمنية ستنصب أيضا حول وقائع كانت قد استهدفت مجموعة من الحافلات التابعة لنفس الشركة الأجنبية النائلة لصفقة تدبير قطاع النقل، حيث كانت مصادر قد تحدثت عن تسجيل إصابة 14 شخصا بجروح، بعضهم من عمال الشركة والبعض الآخر من الركاب، و كذا تخريب 65 حافلة منذ بداية أكتوبر الفائت . كل هذه المعطيات تؤشر على أن الحريقين كانا بفعل فاعل واحد له المصلحة فيما حدث ، ويصعب التكهن بهويات الجناة و الجهات التي تقف وراءهم ، ولكن الأكيد ، وإذا ما ثبت الطابع الإجرامي ، فإن الحادثين لا يخرجان عن خلفية تفويت قطاع النقل الحضري بالرباط وسلا وتمارة والصخيرات إلى شركة أجنبية . لننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات .