تحولت رحلة ركاب الحافلة رقم 55 التي تؤمن النقل بين الرباطوسلا مساء أول أمس الأربعاء إلى كابوس بعد أن شبت النيران بشكل فجائي في هيكل حافلة. كانت الساعة تشير إلى الساعة السابعة والنصف مساء ، بعد أن عبرت الحافلة قنطرة مولاي الحسن، وعلى مشارف المدينة العتيقة- أمام باب لمريسة- تعالت أصوات النجدة إثر الحصار الذي ووجه به ركاب الحافلة ، النيران تلتهم أجسادهم ، تدافع ، صراخ حالات إغماء بين النساء والأطفال نتيحة الاخنتاق ، "هذا مشهد من الحادث كما رواه شاهد عيان ل "العلم". وأوضح مسؤول تقني بشركة استاريو في تصريح للعلم أن الحادث يعد السادس والأخطر في سلسلة حوادث الاحتراق التي تعرض لها أسطول الشركة. وأفاد بأن الحادث عمل إجرامي ولا علاقة له بفرضية تماس كهربائي، بدليل سلامة المحرك، مضيفا أنه من غريب الصدف أن الحافلات التي تعرضت للاحتراق لا يتعدى عمرها 3 سنوات . وفي نفس السياق ذكر نفس المصدر أن عدد الإصابات بلغ 37 بين الجرحى والمصابين بالحروق والاختناق نقلوا على الفور إلى مستشفيي مولاي عبد الله بسلا وابن سينا بالرباط. وتسبب الحادث في عرقلة السير خصوصا أن المنطقة تعرف أشغال تهيئة ضفتي أبي رقراق وتشييد مسار الترام واي وقنطرة مولاي الحسن الجديدة. وإذا كان تقرير الشرطة التقنية والعلمية خلص أخيرا إلى عدم وجود مواد حارقة قد تكون استعملت في حادث احتراق حافلة تابعة لنفس الشركة الخميس الماضي بحي يعقوب المنصور بالرباط مما أسقط ، الصبغة الإجرامية على الحادث، فقد تم تعيين خبير مستقل لإجراء بحث في حادث سلا خارج نطاق البحث الذي تقوم به الشرطة العلمية والتقنية... يذكر أن أصابع الاتهام وجهت أكثر من مرة، إلى مستخدمين سابقين في شركات للنقل الحضري لم يدمجوا في شركة ستاريو وأنهم وراء احتراق الحافلات ، إلا أن التحقيق الجنائي لولاية أمن الرباط،أفاد "أنه لم يثبت وجود أشخاص لهم علاقة بالعمال أو المستخدمين الذين لم يجر تشغيلهم من قبل الشركة الجديدة للنقل العمومي الجماعي (ستاريو) ساعة اندلاع الحريق بالحافلة". بين فرضيتي العمل الإجرامي والتماس الكهربائي وإثر أزمة النقل الحضري في الرباطوسلا وتمارة يخشى المواطنون تكرار الحادث مرة أخرى...