في ظرف ثلاثة أشهر، شب حريق في خمس حافلات لشركة "ستاريو" للنقل الحضري بجهة الرباط، اندلع آخرها في سلا، أول أمس الأربعاء، وأصيب خلاله 18 راكبا بجروح، اثنان منهم إصابتهما بليغة.النيران لم تترك من الحافلة المنكوبة إلا الهيكل وفي الإطار أحد ضحايا الحريق (سوري) وما زاد من مخاوف ركاب حافلات الرباطوسلاوتمارة، أن حصيلة التماس الكهربائي، الذي كان سببا في اندلاع الحريق الأخير، الذي وقع على مستوى قنطرة مولاي الحسن، بين الرباطوسلا، لم يمهل الراكبين لمغادرة الحافلة، كما جرى في الحرائق السابقة، ليصاب 18 منهم بحروق وجروح واختناقات. وشب خامس حريق من نوعه، أول أمس الأربعاء، ساعة الذروة، عند قنطرة مولاي الحسن، وأكد شهود عيان أن تماسا كهربائيا هو الذي تسبب في اندلاعه، موضحين أنه، بمجرد إبلاغها بالحادث، هرعت السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، من أجل تقديم المساعدات للركاب ونقل المصابين إلى مستشفى مولاي عبد الله، بسلا. و لا تهمل الحرائق، التي توالت على هذه الحافلات، سكان الرباطوسلاوتمارة لنسيان حريق حتى يفاجأوا باندلاع حريق في حافلة أخرى، ما يزيد من مخاوفهم من استعمال هذه الحافلات، التي تدعي شركة "ستاريو" أنها جديدة، و يجري استعمالها لأول مرة. وما زالت الشركة، التي عهد إليها تدبير قطاع النقل الحضري، تؤكد أنها التزمت بدفتر التحملات، الذي ينص على استقدامها أسطولا من الحافلات الجديدة، بينما أكد عاملون بالشركة أنها اكتفت بجلب حافلات مستعملة، كما تؤكد ذلك إطارات الترقيم التابعة لبلديات هولاندا، المثبتة على الحافلات المجلوبة من طرف الشركة. وحسب عاملين في "ستاريو"، فإن الحافلات، التي جلبتها، تشمل محركات صنعت خصيصا للتنقل في أجواء بادرة، كما تشمل سرعة أوتوماتيكية لم تكون الشركة العاملين عليها، مبرزين أن هذه الحافلات لا تلائم المناخ المغربي الحار، لأنها صنعت لبلدان تعرف تساقطات ثلجية وبرودة كبيرة خلال هذه الفترة، ما يفسر، حسب العاملين، أنه، بمجرد استخدام هذه الحافلات بالرباط، وارتفاع حرارة المحركات، تندلع الحرائق بها. وعرفت شركة ستاريو اندلاع حرائق في خمس حافلات في ظرف ثلاثة أشهر، شب أحدها في حافلتين بكل من الرباطوتمارة، رغم أنهما أدخلتا إلى الخدمة قبل وقت قصير. واندلع الحريق الأول بأحد شوارع تمارة، بعدما فوجئ سائق الحافلة رقم 41 وركابها باندلاع ألسنة اللهب في الواجهة الأمامية، قبل أن تأتي النيران على مجموع الحافلة في أقل من 10 دقائق. ولم يتسبب هذا الحريق في أي إصابة في صفوف الركاب، الذين قارب عددهم 50. وفي الوقت الذي كانت مصالح الأمن ومسؤولو الشركة منهمكين في تحليل فرضيات الحريق، شب حريق ثان بالحافلة رقم 52، عندما كانت تعبر شارع النصر، بالرباط، ما تسبب في إصابات خفيفة. وشهد شارع الحسن الثاني، بحي ديور الجامع بالرباط، ليلة رأس السنة، احتراق حافلة للنقل الحضري، تابعة للشركة ستاريو، بينما كانت تقل الركاب إلى وجهتهم. وشب حريقا آخر، الخميس الماضي، في محرك حافلة بجزئها الخلفي، أثناء مرورها بشارع المسيرة، في حي يعقوب المنصور، لتلتهم النيران معظم أجزائها، دون أن يصاب أحد من ركابها، الذين تمكنوا من مغادرتها في الوقت المناسب.