علم لدى مصدر قضائي، أمس الثلاثاء، أن النيابة العامة بملحقة محكمة الاستئناف بسلا حددت التكييف القانوني لجرائم حرق حافلات العاصمة الرباط، على أنها جنايات تتراوح عقوباتها بين خمس سنوات، وعشرين سنة سجنا نافذا.واحدة من حوادث احتراق الحافلات بسلا (سوري) وقال المصدر نفسه إن النيابة العامة، كانت، قبل إحالة ملف هذه القضية على قاضي التحقيق، وجهت للمتابعين في ما بات يعرف بقضية" الطوابسية"، تهم "تكوين عصابة إجرامية، وإضرام النار، ومحاولة القتل، وتخريب ممتلكات عمومية". وقرر قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الاثنين، متابعة مستخدمة سابقة (قابضة) بمرفق النقل الحضري، في حالة سراح مؤقت، بسبب الحريق، الذي شب الأربعاء الماضي، في حافلة بمدينة سلا، وخلف 18 مصابا. ونفت المستخدمة، التي كانت رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا، أثناء التحقيق معها ابتدائيا، تورطها في تهمة المشاركة، التي وجهت إليها، بعدما ألقي عليها القبض، بناء على تصريح أحد المتابعين في هذا الملف. وكان قاضي التحقيق قرر، الأحد الماضي، بعد الاستماع إلى ثلاثة متابعين في ملف الحريق بحافلة النقل الحضري بسلا، إيداع واحد منهم رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما جرت متابعة الآخرين في حالة سراح مؤقت. وأمر قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة للتحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، محمد الكوهن، يوم الأحد المنصرم، باعتقال متهم بالضلوع في حوادث الحرائق، التي شهدتها حافلات الرباط، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. وأفاد مصدر مأذون أن المتهم مستخدم سابق بشركة "النقل الممتاز"، وبعد اعترافه بإضرام النار داخل الحافلة، بواسطة مادة حارقة (الدوليو)، عاد وأكد للمحققين بقوله "حرقت الطوبيس بالدوليو، حيث حرقوني في رزق أولادي". وعلمت " المغربية" أن المتهم المعتقل سبق أن قضى سنوات في خدمة شركة "النقل الممتاز"، ويعول عائلة من 8 أفراد، تقطن بحي هامشي بتمارة، وأن حرمانه من الإدماج، كباقي المستخدمين، في شركة ستاريو، المحتكرة للنقل الحضري، ضاعف مشاكله الاجتماعية، قبل أن تصعق عائلته لاعتقاله، بالتهم الغليظة الموجه إليه. وأبرز المصدر نفسه أن المتهمين، المتابعين في حالة سراح، أحدهما صاحب محل لبيع العقاقير(دروكري)، والثاني كان على دراية بأعمال المتهم الرئيسي المنافية للقانون، دون أن يبلغ عنها. وشب حريق في خمس حافلات لشركة "ستاريو" للنقل الحضري بجهة الرباط، داخل ثلاثة أشهر، اندلع آخرها الأربعاء الماضي بسلا، وأصيب خلاله 18 راكبا بجروح، اثنان منهم إصابتهما بليغة، ما شكل لغزا لدى الأمن والشركة. وأكد أحد شهود عيان ممن استمعت إليهم الشرطة في هذه النازلة، أن "النار اندلعت من داخل صندوق المحرك، الذي يوجد في الجزء الخلفي للحافلة، ولم ير أي شخص يلقي بأي شيء في اتجاه الحافلة، قد يكون سببا في اشتعال النيران بها". يذكر أن شركة "ستاريو"، التي عهد إليها بتدبير قطاع النقل الحضري، لم تلتزم بدفتر التحملات، الذي ينص على استقدامها أسطولا من الحافلات الجديدة، وليست المستعملة، كتلك التي تجوب شوارع العاصمة، بإطارات ترقيم تابعة لهولندا.