اضطر مئات المواطنين صباح أمس إلى مغادرة وسائل النقل الرابطة بين مدينة سلاوالرباط، والتنقل إلى العاصمة مشيا على الأقدام للالتحاق بعملهم، بعد أن شلت حركة السير، وتشكل طابور طويل امتد من ملتقى تلوين وسط مدينة سلا، إلى حدود باب لمريسة بالمدينة العتيقة. من جهة أخرى، بقي الآلاف من الركاب محاصرين في سيارات الأجرة وحافلات النقل الحضري وسياراتهم الخاصة لمدة فاقت الساعة من أجل قطع مسافة لا تزيد على سبعة كيلومترات، وسط حركة سير بطيئة، وغياب تام لشرطة المرور. أزمة التنقل التي يعاني منها بشكل يومي أزيد من 180 ألف مواطن، ترجع في جزء كبير منها إلى أشغال الترامواي، والقنطرة الجديدة التي ستربط بين الرباطوسلا. وعبر العديد من المواطنين في تصريحات ل»المساء» عن سخطهم على الطريقة التي تنجز بها أشغال الترامواي، بعد أن تم تحويل المدينة إلى ورش مهجور، وتمت محاصرة عدد من الطرق بسياج حديدي، في حين تم إغلاق البعض منها، أو تحويل اتجاهه، كما انتقد البعض وتيرة الأشغال التي وصفت ب»البطيئة»، متسائلين عن السبب الذي يدفع وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق التي تتولى تنفيذ مشروع الترامواي إلى إغلاق الطرق رغم عدم وجود أشغال بها. وفي سياق متصل، احتج عدد من أصحاب السيارات على الوضعية المتردية للطريق بسبب الحفر الناجمة عن عملية تحويل شبكات الربط، وهي الحفر التي تم ترميمها بطريقة عشوائية قبل أن تتحول إلى برك مائية بعد التساقطات المطرية الأخيرة. وحسب سائق سيارة أجرة، فإن الوضع أصبح غير محتمل على الإطلاق بشكل دفعه إلى التفكير جديا في ترك المهنة، وقال: «الرحلة بين الرباطوسلا لم تكن تستغرق مني سوى 15 دقيقة، والآن يتعين على الانتظار أكثر من ساعة، بماذا سأعيل أبنائي؟». جحيم التنقل بين الرباطوسلا سيستمر في ظل غياب أية إجراءات موازية من شأنها التخفيف من حدة الاختناقات المرورية اليومية إلى حدود سنة 1010، وهو التاريخ المحدد للانتهاء من أشغال بناء القنطرة الجديدة وبدء العمل بالترامواي. ورغم ما أعلن عنه لمغاري الصاقل، مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق خلال اجتماع المجلس الإداري للوكالة الذي انعقد أول أمس برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي، من أن أشغال إنجاز الترامواي وصلت إلى نسبة تناهز 50 في المائة، فإن العديد من الطرق والشوارع مازالت تنتظر دورها في عمليات الحفر، ووضع السكة الحديدية، وهو الأمر الذي سيزيد من تعقيد حركة السير. يشار إلى أن شبكة الترامواي تضم خطين اثنين، ويصل طول المسافة المستغلة بالنسبة إلى الخطين معا حوالي 19 كلم مع وجود 32 محطة، حيث يمتد الخط الأول، والمسمى الخط المهيكل للتجمع الحضري، من حي كريمة بسلا إلى حي أكدال بالرباط على مسافة 11.7 كلم. ويشمل مسار هذا الخط أيضا الأقطاب الرئيسية للمدينتين، فيما يقدم الخط الثاني خدماته إلى سكان الأحياء ذات الكثافة السكانية، كأحياء المحيط ويعقوب المنصور بالرباط وبطانة بسلا، على أن يمتد على مسافة 8،7 كلم.