لم يتمكن عشرات الموظفين من الالتحاق بمقرات عملهم صباح أمس، بسبب أزمة نقل غير مسبوقة بين سلاوالرباط. وشهدت محطات الحافلات وسيارات الأجرة طوابير طويلة بقيت لأكثر من ساعة في انتظار وسيلة نقل للالتحاق بالعاصمة الرباط دون جدوى. وتكبد مواطنون بحي كريمة والانبعاث وقرية أولاد موسى مشقة الانتقال إلى محطات بعيدة أملا في العثور على مكان شاغر بسيارة أجرة أو موطئ قدم بحافلات نقل تكدس فيها ركاب بشكل يخنق الأنفاس. وانتقد عدد من المواطنين ما أسموه «الارتجال» في زيادة وحذف الساعات، مؤكدين أن ذلك اثر سلبيا على أدائهم في العمل وجعلهم عاجزين عن ضبط توقيتهم في مواجهة أزمة النقل التي يعيشونها يوميا والتي وصلت إلى درجة تجعل المرء يفقد أعصابه، كما أكد ذلك موظف بوزارة التربية الوطنية، والذي أضاف وعينه مركزة على الطريق وعلى الطابور الذي يضاف إليه كل لحظة أشخاص جدد، أنه استيقظ، بعد حذف الساعة، مبكرا من أجل تفادي الانتظار «لكن يبدو أن سائقي سيارات الأجرة ظلوا يغطون في النوم معتقدين أن الساعة لم يتم حذفها». وأرجع حسن الدكالي، الكاتب المحلي لنقابة سيارات الأجرة بسلا، سبب هذه الأزمة، التي وصفها ب«الظرفية»، إلى «عدم علم عدد كبير من المواطنين وسائقي سيارات الأجرة بحذف ساعة من التوقيت، الشيء الذي خلق ازدحاما كبيرا تزامن مع بداية الأسبوع وعودة الكثير من السكان من عطلهم»، كما أكد أن «الأشغال الجارية حاليا بباب مريسة والاختناقات المرورية التي يعرفها طريق مرجان ستزيد من تعقيد حركة السير بالنسبة إلى سيارات الأجرة التي يبلغ عددها حوالي 1000 سيارة في مدينة سلا وحدها». وحاول عدد من الملتحقين بالحشود الواقفة بالمحطات البحث عن ظل يحتمون به من شمس الصباح الحارقة، فيما جرب البعض الأطوسطوب خوفا من التأخر عن مواعيد مهمة مثل عبد الكبير الذي وجد نفسه مضطرا إلى ذلك لتفادي تخلفه عن مقابلة من أجل العمل. كما وجد عدد من المواطنين أنفسهم متورطين في مشاحنات حول من له الأولوية في الركوب، وصلت إلى درجة أنه تم سحب أحد الركاب من داخل سيارة أجرة بعد أن اعتقد أن هندامه الأنيق سيشفع له ليتجاوز الجميع، غير أن تصرفه ولد رد فعل غاضب كلفه الكثير من الإحراج والإهانة. فيما غامر البعض بامتطاء حافلات تعذر إغلاق أبوابها بسبب الأجساد المتراصة التي لم تجد شيئا تتشبث به واستنجد البعض الآخر بهاتفه النقال ليطلب من أصدقائه أو معارفه توصيلة تنقذه من البقاء تحت الشمس في انتظار سيارة أجرة يكتفي سائقها برفع يده في إشارة إلى أنها ممتلئة أو حافلة نقل لا تتوقف إلا من أجل حشر المزيد ممن لم يجدوا بدا من استقلالها وسط احتجاج العالقين بداخلها. وإذا كانت أزمة النقل التي عاشتها مدينة سلا تبقى ظرفية ومرتبطة بتغيير التوقيت، فإن أزمة النقل بمدينة سلاالجديدة مرشحة لأن تستمر خاصة بعد توقف العمل بالخطين رقمي 35 و36 إثر التصفية القضائية لشركة الهناء التي كانت تستغلهما، حيث بقي الراغبون في الانتقال إلى العاصمة رهائن للانتظار لمدة فاقت الساعتين.