أصيبت مدن الرباطوسلاوتمارة ونواحيها صباح أمس الاثنين بحالة شلل شبه كاملة في حركة النقل بسبب خوض عمال وعاملات شركات النقل الحضري، التي سحبت منها رخصة استغلال خطوط النقل الحضري بالرباط في إطار عقد الامتياز لصالح شركة فيوليا (شركة الكرامة، حكم، أحسن حافلة، شركة بلحسن، شركة الأزرق)، إضرابا إنذاريا لمدة 24 ساعة. ووجد المواطنون خاصة العمال والمستخدمين والموظفين والطلبة صعوبات كبيرة في التنقل إلى وسط مدينة الرباط بسبب توقف حافلات النقل في نحو 34 خطا تؤمن التنقل في اتجاه مقار الوزارات والمستشفيات والكليات. وشوهد المواطنون في طوابير طويلة بأحياء سلاالجديدة، وقرية أولاد موسى، والتقدم واليوسفية بالرباطوتمارة وهرهورة وعين عودة، ينتظرون فرصتهم في التنقل عبر الطاكسيات الكبيرة إلى وسط المدينة، فيما وجد آخرون خاصة في مدينة سلا، صعوبة في التنقل، لانعدام الطاكسيات التي تقل إلى الرباط مما اضطرهم إلى استعمال القطار. وعاينت «المساء» الاكتظاظ الذي شهدته العديد من محطات وقوف الحافلات، والانتظار الطويل لعدد من المواطنين خاصة الذين كانوا يريدون التوجه إلى المستشفى الجامعي ابن سينا حتى لا يضيعوا مواعيد مع أطبائهم انتظروها منذ أشهر. ونشطت حركة النقل السري في غياب حافلات النقل الحضري المملوكة للشركات المضربة، إذ اضطر المواطنون إلى المغامرة وركوب سيارات «الخطافة» وأحيانا الدراجات النارية، للوصول إلى مقار عملهم وتفادي المزيد من التأخير بعد طول انتظار. وفيما عبر العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة ل «المساء» عن استيائهم بسبب المعاناة التي عانوها طيلة صباح أمس، وما كابدوه من أجل الوصول إلى وجهتهم، توقعت مصادر نقابية أن تعرف احتجاجات عمال وعاملات شركات النقل الحضري تصعيدا في الأيام المقبلة، على شاكلة ما حدث خلال منح شركة «فيوليا» الفرنسية صفقة تدبير قطاع النقل الحضري، في حال عدم تراجع الشركة الفرنسية عن تفويضها حق التدبير لشركة «ستاريو»، التي يعتبرها العمال «متعهدا ثانويا» جاء للإجهاز على حقوقهم والضرب عرض الحائط بما هو منصوص عليه في القانون الخاص بالتدبير المفوض. من جهة أخرى، اتهم ممثلو العمال مدراء الشركات الموقوفة عن استغلال خطوط النقل الحضري بممارسة نوع من التدليس من خلال عملهم على إقناع العمال بضرورة الالتحاق بالشركة الجديدة، مقابل ضمان مراكزهم داخل الشركة الجديدة وبأجور مرتفعة دون نسيان الامتيازات التي تجنى من فائض الأرباح التي ستحققها شركة «ستاريو» من المبلغ الإجمالي المرصود لكل أجير لدى شركة «فيوليا ترانسبور». المصادر النقابية، أشارت إلى أن العمال رفضوا توقيع العقد الذي قدمته «شركة ستاريو» مؤخرا، لتضمنه شروطا وصفتها بأنها «جد مجحفة». واتهم عمال شركة «حكم بنعيسى» في اتصال مع «المساء» مسؤولين في الإدارة بتهديدهم وممارسة ضغوط كبيرة عليهم لإجبارهم على التوقيع على عقود عمل جديدة تدوس حقوق المستخدمين. وسبق للشركات أن التزمت بأن يحتفظ جميع العمال «بجميع الحقوق والامتيازات المخولة لهم الأقدمية والأجر والعطل السنوية وعدم خضوعهم لفترة التجربة وذلك بمجرد التحاقهم بالشركة التي رسا عليها التسيير المفوض للنقل الحضري فيوليا». والتزم العمال من جانبهم في المحضر نفسه بتسليم إدارة الشركة الوثائق المطلوبة لتعزيز ملفاتهم طبقا للرسالة الموجهة من إدارة فيوليا بتاريخ 13 ماي 2009. وبالنسبة لشركة حكم بنعيسى على سبيل المثال فإن المستخدمين يتوفرون على إرسالية من طرف المندوب الإقليمي للتشغيل بعمالة الصخيرات تمارة، موجهة إلى مدير شركة النقل حكم بنعيسى يذكره فيها بمقتضيات الفصل 19 من مدونة الشغل الذي ينص على الاحتفاظ جميع حقوق الإجراء مهما كان التغير الذي طرأ على تغيير الوضعية القانونية للمشغل أو الطبيعة القانونية للمقاولة، وعلى الأخص بسبب الإرث أو البيع أو الإدماج أو الخوصصة. وكانت شركة النقل (الكرامة، حكم، أحسن حافلة، شركة بلحسن، شركة الأزرق) قد توصلت بإشعار بالتوقف عن استغلال خطوط النقل الحضري بعمالات الرباطسلا والصخيرات تمارة، لفسح المجال أمام شركة «ستاريو»، المنبثقة عن مجموعة شركات «فيوليا ترانسبور» وشركة النقل «بوزيد»، وشركة «حكم بنعيسى» و«أجمل حافلة»، للشروع في الاستغلال الفعلي لشبكة النقل الحضري بالحافلات ابتداء من يوم الأحد فاتح نونبر القادم، وذلك تنفيذا لبنود اتفاقية التدبير المفوض للنقل الموقعة في 26 فبراير الماضي.