شلت حركة النقل الحضري بجميع أجزاء ولاية الرباط طيلة يوم أمس. والسبب أن غالبية الشركات العاملة في هذا القطاع نفذت إضرابا عاما تسبب في ارتباك كبير في سير الحياة العادية خصوصا ما يتعلق بالتحاق الموظفين والمستخدمين بمقرات عملهم. ولوحظ صباح أمس اكتظاظا كبيرا في محطات الحافلات وسيارات الأجرة ، ووقعت مشاداة وملاسنات وحتى مشاحنات بين المواطنين وبعض مستخدمي الحافلات التي ارتأت عدم المشاركة في الإضراب وانتهزت الفرصة للزيادة غير القانونية في أسعار التذاكر، وحين الاتصال بمسؤولي هذه الشركات نفوا إقدامهم على أية زيادة. ولوحظ أن حافلات هذه الشركات تعرضت لاعتداءات من طرف مجهولين واستهدفت نوافذها وخلفت بعض الإصابات لدى الركاب. وفي السياق ذاته نظم أرباب ومستخدمو الشركات المضربة عن العمل وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الرباطسلا زمور زعير، احتجاجا على ما أسموه بالتحيز لشركة أجنبية ومنحها امتياز استغلال خطوط النقل الحضري. حيث ذكر بلاغ للشركات المضربة، وهي شركة أحسن حافلة وسوكوطراب والأزرق والنقل الممتاز والهناء والراحة، أن هذا الامتياز من شأنه أن يشرد 5000 عامل وعاملة تابعين لهذه الشركات. وأفاد البلاغ أن إجراء التفويت من شأنه أن يجهز على 80% من أسطول النقل بتراب الولاية ويشرد 90% من القوة العاملة في نفس المجال. وأكد مصدر مسؤول بشركة «الكرامة» للنقل الحضري أن الإضراب جاء بعدما لامس المسؤولون عن الشركات المحتجة نهج جهات وصية على قطاع النقل الحضري بولاية الرباطسلا وعمادة الرباط أسلوب المراوغة والتحيز لشركة «فيوليا نقل»، وحرمانهم من المشاركة في طلب العروض والادلاء برأيهم في مجال خابروه منذ 1986 باحترافية لا تقل عن احترافية الأوروبيين الذين منحت لهم حقوق وأولوية المشاركة في طلب العروض لتسيير هذا القطاع. وأبرز نفس المصدر أن مرفق النقل بالولاية يعيش وضعية غير مرضية سيما في الجانب الايكولوجي وفي مجال التهيئة الحضرية وأكد أنها مشاكل ليست بالشاذة. وأضاف المصدر أن ثمة مؤامرة إقصائية تهدف الى دفع الشركات المضربة إلى الإفلاس، رغم أن هذه الأخيرة مستعدة لتطوير وتحسين خدمات النقل الحضري بتوفير حافلات ذات جودة عالية ومواصفات عالمية وبتسيير احترافي محكم. من جهته أكد مسؤول من إدارة شركة «فيوليا نقل» للعلم أن انطلاق عمل الشركة سيبدأ بعد أن تتم الشركة كل الإجراءات القانونية والإدارية المفروض إنجازها في هذا الإطار مشيراً إلى أن شركة «فيوليا نقل» تمكنت من ضم الى صفوفها كل من شركة بوزيد وشركة حكم بنعيسى، وأنها ستقوم بالتفاوض مع كل الشركات العاملة في قطاع النقل الحضرية بولاية الرباط. وأوضح أن ما يقال عن تشريد 5000 عامل مجرد ادعاء حيث ستعمل الشركة على ضمان مصالح المستخدمين وحقوقهم.