شن مستخدمو شركات النقل الحضري بالرباط، وسلا، وتمارة، التي توجد خارج صفقة فازت بها شركة "فيوليا" لتدبير النقل الحضري، إضرابا عن العمل، أمس الاثنين، للمطالبة بمستحقاتهم عن سنوات الخدمة بهذه الشركات، التي ينتظر أن تتوقف في فاتح نونبر المقبل.وينتظر أن تنطلق الشركة الجديدة للنقل الحضري "ستاريو" باستخدام أسطولها الجديد، الذي سيحترم الشروط المتوافق عليها في دفتر التحملات. جاء قرار الإضراب، حسب بعض المستخدمين، نتيجة رفض أرباب الشركات أداء مستحقات المستخدمين لسنوات الخدمة بهذه الشركات، التي تصل إلى 20 سنة أو أكثر لدى العديد من المستخدمين. وقد يستمر الإضراب من يومين إلى أسبوع، في حالة عدم التوصل إلى حل للملف المطلبي للمستخدمين. وأدى الإضراب عن العمل إلى شل حركة التنقل في مدن الرباط، وسلا، وتمارة، والصخيرات، ووقع ازدحام كبير على سيارات الأجرة الكبيرة، التي لم تتمكن من سد الخصاص، ما تسبب في وصول الموظفين، الذين يستعملون وسائل النقل العمومي، متأخرين إلى مقرات عملهم، وقد يستمر هذا الوضع لأيام في حالة قرر المستخدمون تمديد إضرابهم عن العمل. وأفادت المصادر أن الشركة الجديدة، التي فوض إليها تدبير النقل الحضري، طلبت من المستخدمين إحضار الوثائق الضرورية من أجل توقيع عقود عمل جديدة معهم، ويعتبرون أن هذا الأمر سيحرمهم من سنوات الأقدمية بالشركات التي كانوا يشتغلون بها، واعتبروا ذلك حيفا في حقهم، خصوصا أن الشركات التي يعملون بها رفضت مطلبهم، على اعتبار أنها لم تنو الانسحاب من الميدان برغبة منها. وبينما كان مستخدمو شركة "الكرامة" للنقل الحضري تراجعوا عن تنفيذ الإضراب، بعد لقاء، الجمعة الماضي، بين ممثلي العمال والسلطات الولائية، ألغي هذا القرار، صباح أمس الاثنين، بعد أن تعذر الوصول إلى حل لهذه القضية، حسب أحد عمال شركة "الكرامة"، الذي أكد اتخاذ قرار نهائي بالمشاركة في الإضراب. وأوضح إبراهيم الجماني، صاحب شركة "الكرامة"، أن قرار الإضراب كان بمبادرة من المستخدمين أنفسهم، مشيرا إلى أن عملية التفويت، التي أقدمت عليها شركته، تسببت له في "خسائر مادية فادحة، ودون أي تعويض عن هذه الخسائر"، التي قدرها ما بين 20 و40 مليون سنتيم عن كل حافلة وقع بيع خطها إلى شركة "ستاريو" ، مشيرا إلى أن عملية البيع همت 120 حافلة كانت تملكها شركته في حالة جيدة. وأفاد الجماني أن شركته ستتوقف عن العمل ابتداء من فاتح نونبر المقبل، تاريخ انطلاق الشركة الجديدة في تدبير القطاع. في السياق ذاته، أفاد أحمد أوشيبوب، مندوب العمال بشركة الجماني، أن الإضراب دعت إليه الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وأن المستخدمين رفضوا الالتحاق بالشركة الجديدة، بعد اطلاعهم على "عقود العمل، التي تحمل شروطا غير مناسبة، تقضي بأن يخضع الجميع لفترات الاختبار، بمن فيهم من قضوا سنوات في العمل كسائقين، ومستخلصين". وحسب الاتفاق الموقع، أخيرا، بين وزارة التشغيل وممثل شركة "ستاريو"، التي اندمجت فيها ثلاث شركات مغربية للنقل الحضري (بوزيد، وحكم بنعيسى، وأحسن بيس)، إضافة إلى شركة فيوليا للنقل، فإن محاور الرباطسلا، وتمارة، والصخيرات، والمناطق المجاورة ستعزز، خلال 18 شهرا المقبلة، بأسطول سيضم 400 حافلة غير مستعملة، إضافة إلى 1300 منصب شغل، في أفق 2011. وستضم الشركة الجديدة، في المرحلة الأولى، طاقما مكونا من مستخدمي الوكالة المستقلة للنقل الحضري، ومستخدمي مجموعة الشركات الموقعة على اتفاق الإدماج، على أن يجري تعزيز الطاقم ب 1600 مستخدم. وحاولت "المغربية"، مرات عدة، الاتصال بالمسؤولين عن النقل الحضري بولاية الرباط ، من أجل معرفة رأي السلطات الولائية في الموضوع، إلا أن أحدا لم يرد.