فيما يدخل إضراب عمال شركات النقل الحضري (الكرامة، حكم، أحسن حافلة، شركة بلحسن، شركة الأزرق)، الذي أصاب حركة النقل بمدن الرباطوسلا وتمارة ونواحيها بشبه شلل واضطراب كبير أسبوعه الثاني، هدد العمال المضربون بتصعيد احتجاجاتهم والنزول إلى الشارع في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة أساسا في احتساب الأقدمية والإدماج في الشركة الجديدة. وأفادت مصادر من عمال شركة «الراحة» «المساء» أن العمال سينزلون إلى الشارع في حال ما أصرت شركة «ستاريو» للتدبيرالمفوض لمرفق النقل العمومي بمدن الرباطوسلا والصخيرات وتمارة على بيع الحافلات المملوكة لشركة «الراحة»، مضيفة أنه في حال إقدام الشركة على تشغيل أسطولها الخاص ستتصدى له بكل ما أوتيت من قوة. هذا التصعيد يأتي في وقت لم تفض فيه الجولة الثالثة من المفاوضات، التي عقدت يوم الخميس الماضي بين ممثلي عمال شركات النقل الحضري المضربين والسلطات المحلية، إلى إنهاء الإضراب، مما ينذر بازدياد محنة الآلاف من الموظفين والعمال والطلبة، وبتكرار حالة شبه الشلل التي عرفها النقل طيلة الأسبوع الماضي، وأدت ضريبتها جيوب المواطنين. ولم يفلح عبد العالي بندير، رئيس الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بولاية الرباطسلا زمور زعير، في تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، نتيجة تمسك كل طرف بمواقفه. وحسب مصادر حضرت المفاوضات، فقد تشبث ممثلو العمال بحق الأقدمية ومتأخراتها، خاصة أن منهم من قضى أكثر من 20 سنة بالشركات، كما عبروا عن رفضهم لما تنص عليه المادة الثالثة من عقد العمل الذي قدمه مسؤولو شركة «ستاريو»، التي تنص على أن الأجير يقضي فترة اختبار يمكن تجديدها مرة واحدة وبقرار من المشغل، وخلال الفترة الأولية أو الممددة يجوز لأحد الطرفين إنهاء عقد الشغل بإرادته دون أجل إخطار ولا تعويض. وفي ما لا تلوح في الأفق القريب إمكانية إيجاد حل لمشكل عمال النقل الحضري، زادت معاناة المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود، الذين أمسوا أكبر متضرر من هذا الإضراب، إذ وجدوا أنفسهم مابين مطرقة البحث عن وسيلة للوصول إلى مقرات عملهم أو وجهاتهم في الوقت المحدد وسندان ارتفاع تكلفة التنقل. وأكد العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة ل»المساء»أن الميزانية التي يخصصونها لتنقلاتهم ستعرف هذا الشهر عجزا بعد أن ازدادت تكاليف تنقلهم نتيجة الإضراب، مبدين تخوفهم من أن تزداد معاناتهم في حال عدم التوصل إلى حل يرضي كل الأطراف بعيدا عن ردود الأفعال التي لا تزيد الأوضاع إلا سوءا. وفي هذا السياق، قالت فاطمة، ممرضة تشتغل بإحدى العيادات الطبية بوسط الرباط، إنها اضطرت إلى التغيب عن عملها منذ يوم الأربعاء الماضي، بسبب الكلفة المرتفعة لتنقلها إلى مقر عملها التي بلغت 50 درهما في اليوم منذ يوم الإثنين الماضي، مضيفة في تصريح ل«المساء»:» اضطررت إلى التغيب عن العمل مع ما يعنيه ذلك من اقتطاع من أجرتي الشهرية الهزيلة، لعدم قدرتي على مواجهة مصاريف التنقل من منطقة الشبانات إلى وسط المدينة، التي بلغت 50 درهما في اليوم الواحد». إلى ذلك، توقعت مصادر متابعة لإضراب عمال النقل الحضري، أن تكثف السلطات المحلية، هذا الأسبوع، تحركاتها بغية احتواء الحركة الاحتجاجية لعمال شركات النقل وإيجاد حل، خاصة مع اقتراب موعد شروع شركة «ستاريو»، المنبثقة عن مجموعة شركات «فيوليا ترانسبور» وشركة النقل «بوزيد»، وشركة «حكم بنعيسى» و«أجمل حافلة»، في الاستغلال الفعلي لشبكة النقل الحضري بالحافلات ابتداء من يوم الأحد فاتح نونبر القادم.