كشفت مصادر موثوقة ل«المساء» عن تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة لحلف الأطلسي في شمال مالي، والتي من المرتقب أن يغيب عنها المغرب بضغط من السلطات الجزائرية. وقالت المصادر إن الاسم الكودي لهذه العملية، التي تعتبر أمنية مائة في المائة، هو «فاكوسيطوز» أو «البلعمة»؛ موضحة أن الجيش الجزائري سيكون الفاعل الرئيسي فيها، وذلك بعد أن حصل مؤخرا على موافقة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، خلال محادثات أجرتها مع مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار في الجزائر. وأضافت المصادر ذاتها أن هذه العملية الأمنية ستقوم بها قوات عسكرية وأمنية جزائرية، وستركز أساسا على محورين: أولهما، «التقطيع»، وذلك عبر ضرب حركة تحرير الأزواد، وقطع جميع الأواصر بين الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعتا «أنصار الدين» و«التوحيد والجهاد»، ودفعها إلى التناحر في ما بينها؛ وثانيهما، ضرب جميع الحاضنات الشعبية ل«القاعدة»، وذلك عبر استقطاب قبائل «إيفوغاس» و«ابرابيش» و«الأجواد» لسحب البساط من تحت تنظيم «القاعدة» الذي يجد في هذه القبائل ملاذا آمنا. وقد أعدت المخابرات العسكرية الجزائرية هذه الخطة بعد أن أحست بوجود توجه لدى حلف الأطلسي إلى إشراك المغرب في مواجهة تنظيم «القاعدة» في شمال مالي وإعطائه دورا رئيسيا في العملية، حيث تؤكد مصادر «المساء» أن اجتماعا، نظمته قبل أسبوعين مديرية العمليات الاستراتيجية التابعة لحلف الأطلسي باللكسومبورغ، استعرض مختلف السيناريوهات الممكنة للتدخل العسكري في شمال مالي، وخلص إلى أن الجيش المغربي هو الأقدر على مواجهة تنظيم «القاعدة» في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا الاختيار أملته الوضعية الحالية لجيوش المنطقة والتي تتميز بالضعف والتشتت، حيث إن الجيش الجزائري، مثلا، مشتت حاليا على ما يناهز 6500 كيلومتر من الحدود مع كل من تونس وليبيا ومالي، وبالتالي فهو لا يستطيع تركيز جهوده على جبهة واحدة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الجزائر تحاول حاليا احتكار المعلومات الاستخباراتية حول جميع العمليات المتعلقة بشمال مالي، وتستفيد من كونها البلد الوحيد الذي يملك حضورا عسكريا وأمنيا واستخباراتيا مكنه من اختراق مجموعة من الجماعات الإرهابية في المنطقة، وبالتالي فهي تقف في وجه أية محاولة مغربية للدخول على الخط، خاصة أنها تعي جيدا قدرة الجيش المغربي وتجربته الكبيرة في حرب العصابات بالصحراء، والتي تجعل منه الجيش الوحيد المنافس الذي يمكنه مواجهة تنظيم «القاعدة». وعلمت «المساء»، كذلك، بأن المغرب شارك، الأسبوع الماضي، جنبا إلى جنب مع الجيش الجزائري، في مناورات عسكرية تحمل اسم «سيركيت-2012»، وقد تميزت هذه المناورات بمشاركة دول مغاربية وأوربية، وهي تهدف بالأساس إلى تعزيز القدرات القتالية للقوات الجوية على إحباط العمليات التي قد تقوم بها الجماعات الإرهابية باستخدام طائرات مدنية مختطفة.