تأبى الجارة الجزائر إلا أن تقصي المغرب من الحرب ضد الإرهاب بالساحل والصحراء، وتقف ضد أية مبادرة لدعم الجهود المشتركة بين دول المنطقة لمكافحة ورم الإنفصال والإرهاب والتهريب، فمؤخرا شارك مئات الجنود من قواتها الخاصة ووحدات نخبة من دركها الوطني وقوات خاصة من مديرية الاستعلامات ومختصين في مكافحة الإرهاب والأمن مع عسكريين من مالي، موريتانيا والنيجر دون المغرب، في تمرين قتالي يحاكي عملية لتحرير رهائن لدى تنظيم القاعدة. ورغم علمها أن المغرب سبق أن فكك شبكات تهريب على صلة بإرهابيي تنظيم القاعدة، ويملك معطيات استخباراتية ذات أهمية، وساهم أيضا في عمليات اطلاق سراح الرهائن عبر وسطائه بالمنطقة، فإنها تصر على أن تشارك بمفردها إلى جانب ثلاث دول أخرى في تمرين قتالي تواصل لأزيد من 48 ساعة في منطقة تقع إلى الجنوب من «واد الشناشن» و«عرق أقلاب» جنوب تمنراست الجزائرية عند الحدود المشتركة بين الجزائر ومالي وموريتانيا. التدريبات التي تعمد الجزائر اقصاء المغرب منها، شملت، حسب مصادر إعلامية جزائرية، «مطاردة جماعة إرهابية على مسافة 300 كلم تختبئ في منطقة وعرة مشابهة تماما للتضاريس في منطقة «أدغاغ ايفوغاس» وواد «زوراك»، وهي من أهم معاقل إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي». وشملت أيضا «إنقاذ 10 رهائن تم تفريقهم من قبل الخاطفين في مناطق متباعدة والاشتباك مع 60 مسلحا في مناطق صحراوية مفتوحة وفي مواقع متاخمة لمرتفعات في الصحراء». واستعملت فيها مروحيات هجومية روسية الصنع، وصواريخ تثبت على الطائرات لمطاردة سيارات الدفع الرباعي المتسللة عبر المسالك الصحراوية، وأجهزة اتصال متطورة ومعدات رؤية ليلية تستعملها الجيوش العصرية. « الجيش اختبر بنجاح قذائف ومعدات حديثة استلمها، مؤخرا، من روسيا وأثبتت نجاعة كبيرة في العمليات القتالية في الصحراء» يؤكد مصدر أمني ليومية الخبرالجزائرية، والهدف هو التدريب على عمليات تحرير سريعة للرهائن الغربيين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مستقبلا. ولتلك الغاية شكلت قيادة جيوش الدول الأربعة دون اشراك المغرب، وحدات متخصصة في مكافحة عمليات خطف الرهائن وملاحقة الجماعات الإرهابية في الصحراء وخاصة كتيبة طارق بن زياد، تحت إمرة المدعو عبد الحميد أبو زيد السوفي، مهندس ومنفذ أهم عمليات اختطاف السياح الأجانب. الجزائر تحاول الظهور دائما تشبتها بالعمل العسكري لملاحقة إرهابيي تنظيم ابنها الضال أبو مصعب عبد الودود المعروف ب« دورودكال»، بل وتتهم صحفها جارتها مالي بالتسامح مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وغض الطرف عن عمليات التهريب وخطف الأجانب مقابل الحصول على فديات، لكنها تتغاضى عن حقيقة أساسية وهي أنه في الكثير من ملفات الإتجار الدولي في المخدرات وتهريب السلاح واختطاف الأجانب، كانت ترد أسماء نشطاء في قيادة البوليساريو، وفي أكثر من مرة إشارت التقارير الاستخباراتية إلي العلاقة المتزايدة بين القاعدة والحركة الإنفصالية في الصحراء، لذلك فإنها باقصائها المغرب قد تسعى من وراء كل ذلك لاخفاء حقيقة صلات الإرهابيين بانفصاليي جبهة البوليزايو.