قال مسؤولون بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنهم بصدد مناقشة مقترحات تتعلق بتعزيز التعاون مع المغرب، بما في ذلك دعوته لمساعدة الحلف في الجهود الرامية لخلق الاستقرار في أفغانستان. ولتحقيق هذه الغاية، أرسل الحلف بعثة خاصة إلى المغرب لعقد لقاءات مع مسؤولين عسكريين واستخباراتيين مغاربة. ونقلت صحيفة «هيرالد تريبيون» الأمريكية تصريحا للأمين العام المنتدب للحلف، كلوديو بيزونييرو، أوضح فيه أن علاقات الحلف مع المغرب تعتبر إيجابية للغاية، مضيفا أن ما كان مخططا له هو توسيع علاقات التعاون مع المغرب خلال السنة الجارية، سيما أن مساهمة المغرب ستكون ذات أهمية كبرى للمناورات التي يعتزم الحلف القيام بها في البحر الأبيض المتوسط للتصدي للتهديد الإرهابي بالمنطقة. وأكد مسؤولو الحلف أنه سيتم الرفع من مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية مع المغرب، خصوصا في ما يتعلق بأنشطة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكان بيزونيرو قد زار المغرب في الخامس والعشرين من يناير الماضي حيث التقى بوزير الداخلية طيب الشرقاوي والجنرال محمد بن عني إلى جانب بعض البرلمانيين، وتم تدارس مجموعة من النقط المتعلقة بمواجهة الأنشطة الإرهابية، كما تم التركيز على الأوجه الأخرى للتعاون بين الطرفين سواء من خلال تعزيز الحوار الاستراتيجي، والقيام بتدريبات عسكرية وسبل تدبير الأزمات والتعامل مع قضايا الإرهاب. وأشار مسؤول الناتو إلى أن المغرب ملتزم بتعزيز حوار الحلف مع دول حوض المتوسط. ولقد انضم المغرب إلى الحوار المتوسطي لدى منظمة حلف شمال الأطلسي منذ رأى ذلك الحوار النور سنة 1994، وعلى امتداد السنتين الماضيتين، شارك المغرب في عمليات بحرية تستهدف التصدي لخطر تنظيم القاعدة في منطق البحر الأبيض المتوسط، كما وجه إليه الحلف دعوة للمشاركة في مناورات عسكرية بحرية في إطار مشروع «نابولي» الذي يشرف عليه الحلف. وكان المغرب قد استضاف شهر يناير الماضي ندوة حول «»الحوار المتوسطي والمفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي»، وهي الندوة التي كانت تتوخى البحث عن سبل الانخراط في تفكير حول التقائية وتكامل الانطلاقة الجديدة للحوار المتوسطي لدى الحلف والمفهوم الاستراتيجي الجديد لهذه المنظمة، بمشاركة جامعيين وأكاديميين ومسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي وممثلي القطاعات الوزارية المعنية وبرلمانيين ودبلوماسيين.