أقر حلف شمال الأطلسي )الناتو( استئناف المحادثات رفيعة المستوى مع روسيا ، مجددا تعهده السابق بضم جورجيا وأوكرانيا، وتطوير اتفاق مع إسرائيل على صعيد مكافحة ما يسمى بالإرهاب. ففي ختام اجتماع , عقده «حلف الناتو »، على مستوى وزراء الخارجية في بروكسل، قال الأمين العام للحلف, جاب دي هوب شيفر , إن الدول الأعضاء وافقت على ما وصفه "إعادة الاتصال التدريجي والمشروط مع روسيا. بيد أن شيفر نفى أن يكون الحلف قد تراجع عن موقفه السابق الذي اتهم روسيا باستخدام القوة المفرطة خلال ما أسماه غزوها لجورجيا في أغسطس الماضي، أو أنه سيكون مقبولا لدى الحلف أن تنشر روسيا محطات صاروخية قرب حدود «الناتو»، في إشارة إلى جيب كاليننغراد. وقبل مشاركتها في الاجتماع, قالت وزيرة الخارجية الأميركية, كوندوليزا رايس , إن بلادها لا تعارض من حيث المبدأ استئناف المحادثات مع روسيا، لكنها طالبت بضرورة الحرص في أي خطوة على صعيد التعاون العسكري، وذلك على خلفية بقاء القوات الروسية في الأراضي الجورجية، في إشارة إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأيد وزير الخارجية النرويجي ، يوناس غاهر، هذا الموقف، معتبرا أن الحلف "لن يكسب شيئا من خلال تقليص قنوات الاتصال مع روسيا"، فيما أكد نظيره الإيطالي, فرانكو فراتيني , أن الوقت حان لاستئناف العلاقات مع موسكو التي تعد المصدر الرئيس للطاقة إلى الأسواق الأوروبية. وفي شأن متصل، استأنف الاتحاد الأوروبي وروسيا محادثاتهما ، رفيعة المستوى ، بشأن معاهدة إستراتيجية ثنائية كان القادة الأوروبيون قد علقوها في شتنبر الماضي, احتجاجا على ما صفوه غزوا روسيا لجورجيا. وقالت مصادر المفوضية الأوروبية إن المحادثات بين المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي , فلاديمير تشيغوف , ومفاوض الاتحاد الأوروبي , إينيكولاندابورو , تهدف إلى مناقشة "الهيكل العام" لاتفاق مستقبلي. وتحكم العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي حاليا اتفاقية الشراكة والتعاون التي وافقت عليها حكومة بوريس يلتسين عام , 1997 بشأن العديد من القضايا مثل التجارة والتبادل الثقافي , وتشجيع الديمقراطية والتعليم , وحماية البيئة. وبشأن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف، جدد الاجتماع تعهد "الناتو "السابق بضم الدولتين المعنيتين مستقبلا ومساعدتهما على تحقيق هذا الهدف، لكن دون الإشارة إلى منحهما خطة عمل العضوية. في هذا السياق, شدد وزير الخارجية البريطاني, ديفد ميليباند ، على أن الاجتماع "بحث كيفية مساعدة الدولتين على تطوير وإصلاح قواتهما المسلحة كي تكون قوة إيجابية من أجل الاستقرار". وكانت مصادر دبلوماسية أطلسية استبقت الاجتماع بالتأكيد على أن الحلف لن يناقش تسريع انضمام جورجيا وأوكرانيا بسبب معارضة عدد من الدول الأعضاء ، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا. العلاقة مع إسرائيل من جهة أخرى, قال مسؤول في الحلف إن "الناتو" اتفق مع إسرائيل على تعزيز العلاقات الثنائية في مجال ما يسمى بمكافحة الإرهاب , عبر تجديد وتطوير الاتفاق السابق الموقع بين الطرفين عام 2006. وأضاف المسؤول أن تجديد الاتفاق شمل عدة مجالات, على رأسها مكافحة الإرهاب , وتنظيم المناورات العسكرية المشتركة، لافتا إلى أن الاتفاق جاء تتويجا لاتفاق سابق الشهر الماضي يضمن سرية المعلومات التي يتم تبادلها بين الحلف وإسرائيل. من جانبها, رحبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ,تسيبي ليفني -التي التقت عددا من نظرائها المشاركين في اجتماع الناتو في بروكسل- في بيان رسمي بتعزيز العلاقات الأمنية مع الحلف بما فيها تبادل المعلومات الاستخباراتية.