فتحت الدعوات، التي عرفتها الندوة التي نظمها حلف الشمال الأطلسي الناتو، إلى ضرورة توسيع الحلف ليشمل دولا وأقطارا أخرى، (فتحت) الباب أمام توقعات بتحوله إلى مجال للتدخل في الشؤون الأمنية الداخلية للبلدان الأعضاء ومطية للتطبيع العسكري مع إسرائيل. وتأتي دعوات الناتو في وقت أكد فيه السفير كلوديو بيسونيرو، نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، في حوار له مع صحيفة الوطن القطرية خبر دخول إسرائيل كعضو في المناورات العسكرية التي يقوم بها الحلف في البحر الأبيض المتوسط ضد ما يسميه التهديدات الإرهابية. ويؤكد حلف الناتو في موقعه الخاص بقطر وجود تنسيق لحوار بين مجموعة من الدول منذ الإعلان عن الحوار المتوسطي ما بين دول حلف شمال الأطلسي وسبع دول ليست عضوا في الحلف؛ الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس عام 1994 بهدف تأسيس علاقات جيدة وتفاهم ثنائي أفضل عبر دول البحر المتوسط، إلى جانب الترويج للأمن والاستقرار الإقليمي، وقد أعلنت دول الحلف خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في شهر ديسمبر 2003 عن عزمها تنمية إطار للحوار المتوسطي أكثر طموحا وتوسعا. وفي الوقت الذي تثير فيه قضية التطبيع العسكري مع الكيان الصهيوني جدلا واسعا، قال الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني إنه في الوقت الذي يرتبط فيه هذا الأمن بالأمن بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن أمن هذه المنطقة يرتبط بدوره بأمن شمال إفريقيا، فإن دائرة التضامن ينبغي أن تتسع لتشمل منطقتي الساحل والصحراء وغرب إفريقيا. وفي ما يتعلق بالبعد الإقليمي، أبرز العمراني أهمية هذا البعد من خلال التأكيد على أنه إذا كان حلف شمال الأطلسي يسعى إلى ضمان الأمن بالفضاء الأورو-أطلسي، فإن عليه في الوقت الرهن توسيع منطقة نفوذه. وكانت وكالة أنباء إسرائيل والشرق الأوسط الناطقة بالفرنسية، قد أكدت مشاركة المغرب وتونس ومصر إلى جانب إسرائيل في مناورات أكتيف انديفور التي يشرف عليها حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، والتي تجري في البحر الأبيض المتوسط بعد إعلان متحدث باسم الحلف يوم الثلاثاء 13 أكتوبر ,2009 انضمام البحرية الإسرائيلية إلى المناورات. ويعد المغرب الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في عملية أكتيف انديفور حسب موقع الناتو بعد انخراطه في العملية في 2 يونيو 2008 في حفل حضره رئيس البعثة المغربية الدائمة لدى المؤسسات الأوروبية، بينما انخرطت إسرائيل في العملية منذ 4 أكتوبر .2006