كشفت ندوة الحوار المتوسطي والمفهوم الجديد لاستراتيجية حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، بمقر وزارة الخارجية أمس الإثنين، على مأزق تعامل الحلف مع القضايا الساخنة في العالم العربي، بالرغم من اعتماده منذ سنة 1994 خيار الحوار المتوسطي الذي أنتج مبادرة الشراكة من أجل السلام، وهي مبادرة عسكرية تجمع ست دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن وموريتانيا إلى جانب إسرائيل، حيث كان مثيرا تأكيد كلوديو بوسيجنيرو في مداخلة له في الندوة التي نظمت بمقر وزارة الخارجية بالرباط، والذي يشغل منصب الكاتب العام المنتدب في حلف الشمال الأطلسي، أن الحلف تعمد عدم التدخل في الصراع الفلسطيني العربي، وهو ما اعتبره أحد المتتبعين تجنبا للضغط على إسرائيل، في الوقت الذي أصبح حلف الشمال الأطلسي محطة للتطبيع بعد دخول الجيش الإسرائيلي في تدريبات مشتركة معه في إطار عملياته في البحر الأبيض المتوسط. وأكدت المداخلات على وجود إكراهات كثيرة يعاني منها حلف الشمال الأطلسي، في ظل أزمة هوية، مع التطورات الدولية الراهنة، كما كشفت على كون الحلف يواجه صعوبات في تنزيل مشروعه، ومن ذلك استمرار التوتر بين المغرب والجزائر في ظل النزاع الدائر في المنطقة حول الصحراء المغربية. وشدد بعض المتدخلين على ضرورة إقامة علاقات متوازنة قائمة على شراكة حقيقية بين مختلف الدول والأقطار، وعدم الاقتصار فقط على الحوار السياسي والتعاون العسكري فيما بينها. وجاء تنظيم الندوة في مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالرباط من أجل تقييم مسار حلف الشمال الأطلسي ومناقشة آفاق سياسته تجاه المنطقة.