لقي شاب مصرعه وأصيب آخران إصابات وُصفت بالخطيرة جدا، فيما نجا آخر من موت محقق بأعجوبة، إثر انهيار مفاجيء، صباح أمس، لجزء كبير من السور القديم لمدينة آزمور، الذي يتم ترميمه. وحسب شهود عيان، فإن الانهيار، الذي طال الجزء المجاور ل»باب المخزن»، أحدث دويّا قويا قبل أن يكتشف السكان المجاورون للسور أن ثلاثة من الشبان المياومين العاملين في ورش ترميم السور يوجدون تحت الأنقاض.. كما أكد شهود عيان أن واحدا منهم فارق الحياة في مكان الحادث وتم إخراج جثته مهشمة من تحت ركام الآجور والإسمنت. كما تم إنقاذ الشابين الآخرين اللذين أفادت مصادر مقربة منهما أنهما طالبان يشتغلان في ورش البناء بشكل مؤقت لتوفير ما يواجهان به متطلبات الدخول المدرسي.
وكانت آزمور قد شهدت، قبل شهر من الآن، حادث انهيار آخر لجزء من سورها القديم، لم يخلف ضحايا، لكنه خلّف موجة استنكار في صفوف ساكنة المدينة وفعاليات المجتمع المدني. واعتُبِر الانهيار السابق وانهيارات أخرى سبقته بمثابة ناقوس إنذار بقرب حدوث كوارث بسبب هذه الانهيارات، وهو ما تأكد في حادث أمس، حيث بدأت الانهيارات في حصد الأرواح، مخلفة وراءها معطوبين.
وأفادت مصادر مطّلعة أن شركة العمران هي التي فازت بصفقة ترميم هذا المقطع من السور، الممتد على حوالي 300 متر، قبل أن تفوّته لشركة أخرى، في إطار تفويت الصفقات العمومية. لكن معاينة بسيطة تؤكد أن عملية الترميم لا تتم وفق المعايير التي تحترم السلامة وتحافظ على جمالية السور ومعالمه التاريخية، إذ كان مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي قد أصدرتذ بيانات حول الظروف غير اللائقة التي تتم فيها عملية الترميم وحذر المسؤولين، عبر مراسلات، من خطورة «المجزرة» التي يتعرض لها سور مدينة آزمور القديم ومن الخطر الذي يهدد ساكنة المدينة. كما أن هيئات سياسية وأخرى مدنية راسلت، بدورها، المجلس البلدي والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة حول ما تتعرض له هذه المعلمة التاريخية، وطالبت بضرورة التدخل لوقف عملية الترميم، التي تتم بطرق وُصِفت ب»البدائية». كما وقعت مجموعة من الشخصيات الوطنية والدولية، في وقت سابق، عريضة استنكارية تطالب بوقف «طمس» المعالم التاريخية لمدينة آزمور بتلك الطريقة.