شنت عناصر من القوات المساعدة حملة واسعة لتحرير الملك العمومي وأزقة وشوارع ساحة الحنصالي المعروفة بالبرانس وكذا السوق القديم «المارشي» في مدينة الجديدة. وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن المبادرة اتخذها المسؤول الأول عن جهاز القوات المساعدة بالمدينة وباركها عامل الإقليم في لقاء جمعهما لتدارس مشكل احتلال الباعة المتجولين للملك العمومي بساحة البرانس وعلى طول شارع بوشريط، وهي العملية التي استعملت فيها فرق من القوات المساعدة عددا من السيارات التي انتشرت بنقاط مختلفة بالمنطقة بشكل منتظم ودائم منذ انطلاق الحملة، كما عمد المسؤول الأول عن القوات المساعدة بالإقليم إلى نشر عناصر من القوات المساعدة راجلين على طول الشوارع التي تعرف انتشارا للباعة المتجولين بوسط المدينة، وهي الحملة التي لم تستثن أحدا بحسب ما عاينته «المساء» إلا بعض بائعي الفواكه الذين لا يعرقلون حركة السير بالقرب من السوق القديم، كما حررت عناصر القوات المساعدة ممرات الراجلين التي اختفت عن الأنظار منذ سنوات بسبب انتشار الفراشة، الذين تبين عند انطلاق هذه الحملة أن أغلبهم من أصحاب المحلات التجارية الموجودة بالسوق والساحة، حيث عاينت «المساء» بعضهم يدخل البضاعة التي يفترشها إلى المحلات المقابلة لمكان تواجده، بما يؤكد أن عددا من مالكي المحلات التجارية يجندون بعض الشبان لنشر السلع والبضائع أمام المحلات. هذا وكان أصحاب المحلات التجارية، في الغالب، قد استحسنوا صرامة هذه الحملة التي تمنوا ألا تكون مجرد حملة موسمية، ودعوا المسؤولين لإيجاد حلول جذرية لظاهرة انتشار الفراشة والباعة المتجولين خاصة الذين يعتمدون على هذه الأنشطة التي يعولون من عائداتها أسرا كثيرة خاصة بالعالم القروي. يذكر أن جمعيات ممثلة لتجار وحرفيي ساحة الحنصالي وسوق علال القاسمي وشارع الزرقطوني... كانوا قد نظموا، في منتصف شهر يوليوز المنصرم، وقفة احتجاجية أمام مقر المقاطعة الثانية بالجديدة وأخرى أمام البلدية احتجاجا على انتشار الباعة المتجولين والفراشة أمام محلاتهم التجارية، الأمر الذي تسبب لهم في كساد تجارتهم وبوارها، وغرقهم في الضرائب والديون نتيجة ذلك، كما هددوا بإغلاق محلاتهم التجارية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ولم تفلح تلك المحاولات الباهتة التي قامت بها السلطات المحلية في تلك الفترة من أجل إجلاء الفراشة من الأزقة والشوارع، لاسيما بعد أن دخلت بعض عناصر القوات المساعدة في شجارات ومشادات مع الباعة، إلى أن تم تنظيم هذه الحملة التي حررت الملك العمومي والشوارع من هذه الظاهرة.