شنّت السلطات المحلية في مدينة الجديدة حملة واسعة للقضاء على ظاهرة «احتلال» شوارع المدينة من طرف المئات من الباعة المتجولين و«الفراشة». وقد عاينت «المساء» إحدى هذه الحملات التي كانت صارمة، بلغت حد احتجاز العربات والأفرشة التي يرفض أصحابها الرحيل عن الشارع. كما أكدت مصادر من السلطات المحلية أن أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة قاموا بإخبار جميع الباعة المتجولين وأصحاب عربات إعداد الوجبات السريعة أن حملة إخلاء للشوارع العامة والملك العمومي ستنطلق وعليهم الرحيل قبل انطلاقها، لكن عددا كبيرا من هؤلاء الباعة المتجولين لم يأخذوا هذه التحذيرات على محمل الجد. وأثناء القيام بهذه الحملة، حرص المسؤولون على إحضار عدد كبير من رجال القوات المساعدة وأعوان السلطة، إضافة إلى الحرص على حضور واضح لممثلي السلطة في المدينة، كما أكدت مصادر «المساء» أن تعليمات أعطيت لتفادي أي احتكاك مع الباعة المتجولين أثناء تنفيذ الحملة. وقد استحسنها مواطنو الجديدة الحملة، لاسيما بعد أن باتت أهم شوارع المدينة «محتلة» منذ شهور من طرف الباعة المتجولين في عدد من الشوارع الرئيسية، كالشارع المؤدي إلى ساحة «البرانس»، القلب النابض للمدينة والساحة المقابلة للحي البرتغالي وشارع بوشريط. وحسب مصادر» المساء»، فإن عددا كبيرا من «الفْرّاشة» والباعة المتجولين لجؤوا إلى احتلال الملك العام هم في الأصل أبناء أصحاب المحلات والعاملين معهم خرجوا إلى الشارع العام في إطار العناد والتحدي الذي دخلوه مع الباعة المتجولين الغرباء عن هذه المحلات. وسجل عدد من أصحاب المحلات وكذا زوار المدينة ارتياحهم لهذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات المحلية لتحرير الشارع العام من هؤلاء الباعة المتجولين، وطالب عدد من المواطنين والزوار وأصحاب المحلات بأن تستمر السلطات المحلية في التشديد على محاربة هذه الظاهرة، التي ارتبط التساهل فيها مع الحراك الاجتماعي الأخير الذي عرفته بعض البلدان العربية وكذا المغرب، للحفاظ على الصورة التي تميز مدينة الجديدة باعتبارها مدينة سياحية وتراهن على هذه الخصوصية.