«الفراشة» أو باعة الأرصفة عددهم تجاوز 238 ألف شخص، حسب آخر إحصائيات لوزارة التجارة والصناعة، بدأت وتيرة تراجعهم تقل تدريجيا وإن بشكل محتشم في الساحات والأسواق بعدد من المدن، فبعد أن استباحوا الفضاءات ، واعلنوا بذلك منافسة شرسة، أثارت المهنيين والسكان على حد سواء، تحركت من جديد أسئلة الحلول والخيارات المطروحة لتجاوز ظاهرة لن يسهل القضاء عليها أمام اتساعها، وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية .. » البرانس» الممر التجاري الأكثر شهرة في البيضاء. مساء الأحد الماضي، محلات متناسقة، ومقاهي اقتصت بطاولاتها ومقاعدها مساحة من رصيف يخترقه المئات من البيضاويين وزوار العاصمة الاقتصادية كل يوم وإلى ساعة متأخرة من الليل. وسط هذا التناغم بين حركة المارة، وفضول الزبناء وأصحاب المحلات، كانت عيون « المخازنية» في سيارتهم المصفحة البيضاء، التي ترابض غير بعيد عن «محلات » اوديربي» تراقب بحذر شديد، نبض الممر، وتترصد ظهور «الفراشة». بين الفينة والأخرى يغادر عناصر القوات المساعدة المكلفين بمراقبة الفضاء السيارة، ويتجهون إلى صاحب « فراشة، لم يكن هذه المرة سوى بائع للعب الأطفال، أراد عرض بضاعته وسط الممر فتمت مصادرتها، دون استئذان « حيد لينا من هنا .. هدرنا معاك شحال من مرة ..» يخاطبه أحد أفراد المجموعة . تدخل لم يخلف كما كان عليه الأمر في السابق استياء وتذمرا من المارة. توسلات البائع لم تجد نفعا في تخليص بضاعته من أيدي « المخازنية». إنها تباشير حملة طال انتظارها، بهذا الفضاء التجاري، تحرك، وإن كان متأخرا، فقد جاء استجابة لمطالب الجمعية المهنية لتجار الممر « التجار سئموا الوضع وفي حال استمراره فإنهم سيدعون إلى إغلاق متاجرهم في إضراب غير محدود، احتجاجا على « التسيب » والكساد التجاري الذي باتوا يعانون منه منذ فبراير الأخير« يعلق صاحب محل لبيع الأحذية بالممر. لكن التحرك الذي بدا صارما في هذا الفضاء، بدا خجولا ومتقطعا في عدة شوارع، وفضاءات عمومية أخرى بالعاصمة. بدا ذلك في أسواق درب عمر، حاليا، وقيساريات شارع محمد السادس، وكراج علال.. ووسط المدينة القديمة، وعلى طول ورش أشغال الطرامواي بشارع محمد الخامس، والتي بدأت تفقد شيئا فشيئا معالم الحركة التجارية المعتادة، بعد أن «شوهت» مساحات بها تعد القلب النابض للعاصمة الاقتصادية، وتحولها إلى مسرح للفوضى تبدأ من الساعات الأولى من الصباح و إلى ساعات متأخرة من الليل. حملات خجولة.. ..” .. هاذ المشكل ديال الفراشة .. ماشي مسألة ديال حملة راه خصو حل واضح ..” خلاصة يتقاسمها العديد من تجار قيسارية الشمال بالبيضاء، بعد أن عاينوا الحملات المتقطعة والخجولة التي قامت بها السلطات مؤخرا، للحد من الاكتساح غير المألوفة للباعة الجائلين أو الفراشة الذين احتلوا مساحة من الرصيف المواجه لمحله التجاري، كان ذلك في حدود الساعة الثانية بعد الزوال. توقيت دال لبدء التحول الجديد في معالم المنطقة في التغير، يستطرد بحسرة قائلا : ” شكون لي يقدر يتكلم معاهم. راه ولاو فارضين سياسة الأمر الواقع ...”. مقابل تشاؤم أصحاب المحلات فإن للفراشة رأي مخالف « حنا مكانفسوا حد ، السلعة لي كنبيعوا كنشريوها من عند الحوانت، حنا راه كليان ديالهم» يقول سي محمد وهو منهمك في ترتيب « بيجاماته » بعناية بكراج علال بشارع محمد السادس. بالبيضاء ومع قرب الثانية زوالا، ورغم الحرارة والصراخ والفوضى، فإن سي محمد ، والعشرات من أمثاله يتمنون قي قرارة أنفسهم أن يستمر هذا التساهل الحالي معهم آكبر قدر ممكن من الوقت، فقد كان يتردد كثيرا في عرض بضاعته بالفضاء المذكور، نتيجة المطاردات اليومية للمخازنية، ويتفادى بقليل من الحذر الاصطدام بهم. أما سائقوا سيارات الأجرة فإنهم يتوجسون من الاقتراب من درب سلطان حيث الحركة التجارية لاتتوقف طيلة النهار ، ويكتفون بنصف الرحلة، حيث يفرضون على الركاب نقطة نهاية الرحلة قبل وصولهم إلى آخر المحطة. جراء هذا الوضع فإن تجار الشارع لايخفون استيائهم بدا ذاك واضحا على وجوه العشرات منهم، شهاداتهم تعبر عن استنكارهم للكساد من جهة، والضرائب والكراء وفاتورات الماء والكهرباء من جهة أخرى،لايملكون وهم يمضون سحابة نهارهم سوى التفرج على ظاهرة تفاقمت كثيرا وحالت دون دخولهم إلى محلاتهم بسلام، أو نقل بضاعتهم، بعد أن أعلن الباعة الجائلين وأمام الحملات المتقطعة والمتأخرة عن منافسة شرسة لتجارة منظمة في نظرهم أمام أعين المسؤولين. عبدالله بائع لمواد البلاستيك بشارع للاياقوت كان متشائما وهو يتحدث عن خسارة متوقعة « أن تتراجع أرباحي إلى النصف، هذا أمر وارد فلم يعد الزبناء يقبلون على الدخول إلى متجري، مادام يسهل عليهم التبضع من الرصيف، وبأثمنة لاتقبل النقاش». هذا المشهد الذي قد يبدو عاديا في حياة شارع عريض لايختلف كثيرا عن الصراع اليومي الذي يكاد يلازم فضاءات مماثلة بوسط البيضاء وفي نواحيها، بين متناقضين يتلازمان في الزمان والمكان، بعدد من المدن دفعت المئات من التجار إلى الاحتجاج والصراخ « اللهم إن هذا منكر » بعد أن تعبوا من انتظار حل ما قد يضع حدا لاكتساح بدأ منذ ثلاثة أشهر دون أن يتوقف، إلى درجة أن تجار شارع محمد الخامس بالرباط، وبعد أن نفذ صبرهم، خرجوا للتظاهر ورفعوا شعار « كفى من الاحتجاجات ». أما بمدينة أيت ملول فقد أضرب تجار أهم مركز تجاري بها، عن ممارسة نشاطهم التجاري العادي، بعد أن شارف عددهم على الافلاس، نتيجة الفوضى والعشوائية التي باتت تشكل القاعدة وتمنع الزبناء من الوصول إلى عبتة متاجرهم. « لعبة الكر والفر.. » .. «روج وقرقوبي بالعلالي » عنوان مشهد سوداوي آخر مماثل، لايقل عنفا وعشوائية مما هو موجود في شوارع البيضاء، لكن هذه المرة في أحد شوارع المحمدية وتحديدا شارع الحرية، الذي نفض عنه التسمية، لتحول إلى شارع الفوضى، عقارب الساعة تقارب السادسة والنصف مساء، جلبة، وتدافع ، وأصوات محذرة تسمع في كل الاتجاهات « راه مقرقب بعدو منو.. عيطوا على البوليس .. راه هاز جنيوة» عبارة كان يطلقها المارة والباعة عند مصادفتهم لشاب من «الفراشة» خلع قميصه وهو في حالة غير طبيعية يرغي ويزبد، ملوحا بسكين ومهددا كل من يقترب منه، بطعنه. في هذا الفضاء المقابل للسوق المركزي، يبدأ اختناق حركة السير، ويصعب المرور بالنسبة للراجلين، مع ما يصاحب ذلك من مضايقات لتجار أصحاب المحلات تصل في بعض الأحيان إلى الملاسنات الكلامية والعراك البدني، كان آخرها ما حدث في أحد أيام الشهر الماضي، وبداية الشهر الجاري، حيث تعرض تاجر ب«ديور دوشمان» لبيع الأواني المنزلية لهجوم شرس من طرف شاب قام بكسر سيارته، وإلحاق أضرار بليغة بها وبالمتجر وبالسلع المعروضة للبيع، والسبب احتجاج التاجر على مضايقة الشاب لم يكن سوى من « الفراشة» لزبنائه الذي يتعرضون إلى سرقات وعمليات نشل، وإشهار للسكاكين والسيوف في وجه كل من سولت له نفسه محاولة التدخل للتخفيف من هذه الفوضى التي يعرفها محيط السوق المركزي بالمحمدية. «انظر كيف تحول الشارع إلى سوق حقيقي للمئات من الباعة والعربات المجرورة. مكان لبيع المخدرات والخمور وملاذ لبعض من ذوي السوابق، الذين لايترددون في ابتزاز المارة والتجار في واضحة النهار». كان على سائق سيارة أجرة صغيرة وهو يعلق على هذه الفوضى أن يضع أعصابه في ثلاجة عند محاولته للوصول إلى الساحة المقابلة لمسجد مالي بواسطة سيارة، وأن يتقبل سيلا من الاهانات والاصطدامات مع البائعين وأصحاب العربات المجرورة. بشكل يومي وتلقائي يعلن حظر التجول للسيارات والدراجات النارية، ويصعب على المارة اختراق الأعداد الكبيرة من الباعة وأصحاب الفراشات، يرافقه اختلاط صراخ الباعة المتجولين مع احتلالهم الكلي للشارع، المحظور حاليا على كافة وسائل النقل تحت أنظار دوريات القوات المساعدة .كلام جارح فوضي احتلال الملك العمومي سمات البارزة تصدم كل زائر شار ع الحرية بعد عجز في القيام بحملات تطهيرية في تحرير الملك العمومي من قبضة الاحتلال والفوضى استفحلت في الآونة الأخيرة. المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمحمدية، ومقابل الوضع الخطير الذي يواجهه التجار، و سارع إلى إصدار بيان أدان من خلاله الإعتداءات المتفرقة التي يتعرض لها بعض التجار والمهنيين والمواطنين من طرف أشخاص مهلوسين وفي حالة غير طبيعية. وساق المعنيون نموذج لما حدث لأحد التجار بنفس الفضاء، حينما هجم عليه شخص مهلوس كان معتادا على بيع الخردة بنفس الفضاء ويحمل سكينا كبيرا مما أدى إلى ترويع زبائن المقهى التي يديرها التاجر وإلحاق أضرار مادية بتجهيزات المقهى ، كما تلقى التاجر ضربة بالسكين في يده اليمنى تسببت في قطع بعض الشرايين . مواجهات تختصر الجانب القاتم الذي يتربص بالمئات من التجار طالبوا السلطات أن تأخذ بعين الإعتبار ما تعيشه المدينة من أوضاع فوضوية و مما يكون له انعكاسات سلبية تؤدي إلى التدهور الإقتصادي والإجتماعي والأمني والبيئي ، وبالتالي تكريس احتلال الشوارع والأزقة وممرات الراجلين واختناق حركة المرور وانتشار الأزبال ، وبيع المتلاشيات والمخدرات على قارعة الطريق، حيث أصبح من المستحيل المرور ببعض الشوارع والأزقة . سكان محاصرون... ليس التجار وحدهم المتضررون ،القاطنون بجوار هذا الفضاء صرحوا بتذمر: «تبدأ مظاهر الفوضى والاختناق في الساعات الأولى من الصباح، وتستمر إلى ساعة متأخرة من الليل حيث يصعب علينا مواجهتها، فكثيرا من السكان دفعوا الثمن غاليا، عندما حاولوا منع الباعة من عرض بضاعتهم أمام منازلهم، فهناك من أصيب إصابة بليغة جراء ذلك، فيما آخرون كان مصيرهم السجن، بعد استعمالهم للقوة وتورطهم في مشاجرات». لكنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل قاموا في أكثر من مناسبة بطرق أبواب المسؤولين، وعرضوا العشرات من الشكايات والمراسلات، تتضمن الأضرار المختلفة التي تطالهم جراء تواجد الباعة أمام عتبات منازلهم من جهة، وكمية النفايات والأزال التي يخلوفونها عند رحيلهم من جهة أخرى. غير أن اللامبالاة التي قوبلت بها تظلماتهم أفقدتهم الثقة في الإجراءات المتقطعة التي تتخذ من لدن السلطات المحلية. كان أحد القاطنين يقلب بين يديه رزنامة من الشكايات قبل أن يعلق: « المسؤولون يكتفون بتسلمها لاغير ( في إشارة الى المراسلات ) دون أن نلمس أي تحرك مسؤول على أرض الواقع، باستثناء بعض الحملات المتقطعة التي سرعان ما تتراجع لتفسح المجال للفوضى من جديد. كما يلقي بدوره مشكل غياب الأمن بظلاله السوداء على حياة السوق، ويساهم الانفلات الأمني في أحيان كثيرة في تزايد نسبة الجريمة، وعمليات النشل والسرقة التي يتعرض لها الأشخاص « لقد تزايد عدد اللصوص بشكل كبير، وهم ينشطون بدون قيود، ويتسبب تواجدهم في نفور المستهلك عن القدوم إلى السوق..». في عدد من الأحياء الأخرى بالمدينة، لم تنجح الأسواق شبه التموذجية التي شيدت منذ مدة سواء بحي الحسنية أو المصباحبات أو الراشيدية في الحد من هذه الظاهرة وامتصاص جيوش من الباعة العاطلين، والوافدين من القرى هروبا من قساوة الظروف، وتوالي سنوات الجفاف. فقد كان الهدف من وراء إحداث هذه الفضاءات التجارية الجديدة يقول مسؤول بالجماعة الحضرية للمحمدية تخفيف الضغط على مناطق وأسواق محددة كالسوق المركزي » الجوطية«، وتحرير بعض الأزقة من احتلال الباعة المتجولين وإعادة توزيعهم على هذه الفضاءات .غير أن غياب المتابعة، والعشوائية والزبونية التي ميزت طريقة توزيعها،أفقدت هذه الأسواق وظيفتها الحقيقية، وقللت من أهميتها ، وحولت العديد منها إلى أمكنة مهجورة، لإلقاء النفايات وملاذ للمشردين والمنحرفين. قلق المهنيين.. محمد لطفي رئيس الجمعية الوطنية لتجار المواد الغذائية العامة بالجملة والتقسيط، بالبيضاء، لم يخف قلقه من استمرار الوضع الحالي، وصرح ممتعظا:« الفوضى والتسيب تجاوزا كل الحدود إنها كارثة تلاحق تجار الجملة والتقسيط على حد السواء، فالأضرار يصعب حصرها من لدن التجار، وعدد كبير بات مهددا بالافلاس، وإغلاق محله التجاري، والخروج لبيع بضاعته في الشارع» وأضاف قائلا :« في ظل الأحداث الحالية، والاحتجاجات ، يصعب التكهن بموعد حقيقي لتحرك الجهات المسؤولة في محاربة هذه الظاهرة أو السعي إلى تنظيمها، حيث سبق أن نبهنا إلى أثرها السلبي منذ تجربة تنتظيم الباعة بكل من ساحة لفدا، وسيدي عثمان منذ سنوات، والتي لم تعمر طويلا، لكننا نترقب رد فعل قريب لتطويق الظاهرة، ليس بوسط البيضاء بل بعدد من العمالات بها كالبرونوصي، والحي المحمدي..الخ».العشرات من التجار تساءلوا عن جدوى « مدونة التجارة ، وأداء الضرائب » إذا كانت عاجزة عن حمايتهم، حيث سبق لهم وفي مناسبات عديدة أن تقدموا برسائل احتجاجية، من أجل تخليصهم من اكتساح غير مسبوق بدأ بالتحديد مع الاحتجاجات الشعبية، حيث خفت الحملات الأمنية، وتلاشت كلية في مناطق معينة. النقابات المهنية، بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترصد التطور المقلق للظاهرة، وهو مادفع أحمد أبوه كاتب عام النقابة الوطنية للتجار والمهنيين إلى التعبير عن اليأس الذي أصاب التجار واحتمال بوار تجارتهم ، أمام الزحف اليومي للباعة أمام محلاتهم، وتأثيرهم المباشر على تجارتهم «ليس فقط الفراشة هم المسؤولون عن الفوضى التي نعيشها اليوم، بل أيضا الاحتجاجات المتكررة الأخيرة، كان لها دور في التأثير على مداخيل التجار الذين أرغموا في أكثر مناسبة على الخروج والاحتجاج بدورهم، على هذه المعادلة غير السليمة، وغير المتكافئة». وأضاف أن مقاربة النقابة ترمي إلى التعامل مع هذه المعضلة من خلال مقاربة اجتماعية، تأخذ بعين الاعتبار دوافع الفقر والحاجة، للباعة، وكذا أهمية ايجاد حلول ملائمة للتقليل ولو نسبيا من هذه تداعيات الظاهرة. مصدر من وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، وفي تعليقه على التحديات التي تمثلها الظاهرة، أكد أن هذه الأخيرة تعكف حاليا على إتمام دراسة حول المشكل، وستسعى إلى مقاربة علمية واقتصادية تتناول الظاهرة في شموليتها. وأضاف أن هناك عناصر تتداخل في تحديدها منها الدوافع مابين ماهو اجتماعي واقتصادي. فتجربة الأسواق النموذجية أبانت عن قصورها لكون المستفيدين من هذه المحلات لهم رأي مخالف حيث عبروا عن امتعاضهم الشديد، لحالة الكساد التي تعرفها هذه الأسواق. مؤكدين على أن الفكرة إذا كانت في العمق جيدة ، وتستحق التنويه، فإن تدبيرها هو المشكل .بالمقابل فضل عدد من الباعة القلائل الذين غامروا بشراء محل تجاري مغادرته بعد صمود لم يستمر إلا شهورا قليلة، وانتقلوا بعد ذلك إلى الفضاء الخارجي للسوق وقاموا بعرض سلعهم فوق عربات مدفوعة. وكان للطريقة التي يعتمدها بعض الباعة عاملا اضافيا للتقليل من مستوى الاقبال التجاري ، حيث يعمد البعض منهم إلى كراء عدد من العربات لأشخاص قصد التجول بها في فضاءات وأمكنة محددة ، وتزويدهم بالسلع، مقابل مبلغ مالي يومي يستخلص نظير هذه العملية. مؤطر دراسة : الظاهرة تشكل مصدر رزق لما يناهز مليونا و300 ألف شخص أظهرت نتائج دراسة حديثة لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، سيتم عرضها بشكل مفصل قريبا أن القطاع التجاري غير المهيكل يشغل 238 ألف شخص على مستوى المدار الحضري، وأنه يشكل مصدر رزق لما يناهز مليونا و300 ألف شخص. الدراسة أبرزت أن 91 في المائة من مزاولي هذا النشاط التجاري رجال، ويبلغ معدل سنهم 41 سنة. وأبرزت أن 90 في المائة من ممارسي هذا النشاط مستقلون، بمعنى أنهم يمارسون هذا النشاط لحسابهم. ويشكل هذا النشاط مهنة قارة لمزاوليه، إذ أن 60 في المائة منهم يتوفرون على أقدمية تتجاوز عشر سنوات. وأكدت نتائج الدراسة أن 70 في المائة من الباعة المتجولين لا يتجاوز مستواهم الدراسي الطور الابتدائي. النشاط التجاري للباعة له انعكاسات سلبية على تجار القطاع المهيكل، حيث أن المنتجات التي يسوقها الباعة المتجولون، لا تخضع لأي رقابة، إضافة إلى المشاكل المرتبطة بالنظافة والأمن وعرقلة السير والاحتلال غير المشروع للملك العمومي، وأشارت الدراسة إلى أن 73 في المائة من الباعة المتجولين يبيعون الألبسة والمواد الغذائية غير المصنعة. وأزيد من 65 في المائة منهم، صرحوا أنهم يحرصون على المتاجرة في المواد ذات الأثمان غير المرتفعة، والتي يقع عليها الطلب. وبخصوص زبناء التجارة المتجولة، التي يقدر رقم معاملاتها ب 46 مليار درهم، كشفت الدراسة أن 46 في المائة منهم ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، وأن 36 في المائة ينحدرون من الطبقة الفقيرة، ويفضلون اقتناء حاجياتهم من المنتجات المسوقة من طرف التجار المتجولين لدى نقط البيع الموجودة بمقربة من حي سكناهم.