الرباط مصطفى الحجري يسود ترقب كبير في أوساط عدد من أعضاء مجلس مدينة سلا في انتظار نتائج الافتحاص الذي قام به المجلس الجهوي للحسابات بخصوص مجموعة من الصفقات التي عقدتها الجماعة، والتي تجاوزت ميزانياتها الملايير. وكشف مصدر مطّلع أن أعضاء اللجنة ركزوا، بالأساس، على صفقة الرخام التي استهلكت حوالي 6.5 ملايير سنتيم وعرفت بعد التعثرات، بعد أن تم سحب المشروع من الشركة البرتغالية التي فازت بها في حدود المليار الرابع، قبل أن يتم تكليف شركة ثانية بتنفيذ بقية المشروع، الذي يهدف إلى ترصيف كل من شارعي محمد الخامس والحسن الثاني بأرضية رخامية، مع وضع نظام إلكتروني للإنارة العمومية وتزيين الأعمدة الكهربائية بورود يتم سقيها بالتنقيط، وهو المشروع الذي لم ينجح في تغيير معالم الشارعين المعنيين به، علما أنهما يخترقان أهمّ الأحياء الصفيحية. وكشف المصدر ذاته أن انتظار تقرير المجلس الجهوي للحسابات يتزامن مع الغموض الذي يلف طريقة تدبير بعض الملفات، ومنها النافورات الثلاث التي تم إحداثها في المدينة دون وضع أي لوحات تشير إلى طبيعة المشروع، وضمنها النافورة التي تم إحداثها بالرخام إلى جوار «سهب القايد»، أكبر حي صفيحي في المدينة، والتي تحولت إلى مسبح لأطفاله، والنافورة الثانية التي أنجزت في حديقة الأمير مولاي عبد الله، في حي السلام، في إطار مشروع إعادة تأهيل، والذي استنزف الملايين وشوّه الحديقة، بعد أن تم التركيز على وضع أكبر كمية من الرخام، فيما تم إهمال الجزء الثاني والثالث من الحديقة، التي تحولت إلى خراب وإلى مطرح للنفايات، في حين تم -ولأسباب «غامضة»- تجميد مشروع إنجاز نافورة أخرى في «حي شْماعو»، وهي النافورة التي تردد أنها ستُنجَز بشراكة ما بين المجلس والواجهة التجارية «كارفور». كما أن هذا الافتحاص يأتي في ظل توتّر واضح للعلاقة بين الأغلبية، الأمر الذي ظهر جليا بين رئيس المجلس والنائب الثاني للعمدة، أحمد السفياني، ورشيد العبدي، رئيس مقاطعة «بطانة»، خلال الدورة التي عقدت أول أمس، بعد أن غادر العمدة نور الدين الأزرق لحظات بعد انطلاقها، وهي الدورة التي عرفت انتخاب المستشار محمد عواد كنائب عاشر للعمدة، ليخلف المستشار أنس بنغموش، الذي وافته المنية. وكان العمدة نور الدين الأزرق قد دافع، في وقت سابق، عن مشروع الرخام الذي جاء في إطار دراسة تم إنجازها من طرف وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، وتم إنجازه بناء على قرض تبلغ قيمته 70 مليون درهم، وقال إن هذا المشروع يدخل في إطار التهيئة الحضرية بالنظر إلى افتقار المدينة إلى مركز أو شارع رئيسي.