لم يخل حفل توقيع عقدة الأهداف مع الجامعات الرياضية، الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، أول أمس الخميس، بمقرها وشهد حضور سبعة وزراء، من إشارات، ومن رسائل قوية وجهها الوزير محمد أوزين، في عدة اتجاهات، سواء للجنة الأولمبية أو لجامعات «السيادة». لقد بدأ الوزير محمد أوزين، أولى خطوات الإصلاح الحقيقية في المجال الرياضي، فالتوقيع الرسمي على ملحق 2012 لعقدة الأهداف مع 30 جامعة التي توجد في وضعية غير قانونية، وغياب جامعات بينها كرة القدم وكرة السلة والملاكمة وكرة اليد والفروسية والغولف وغيرها، هو إشارة على أنه يمكن للإصلاح الرياضي في هذا البلد أن يبدأ. فإلى وقت قريب لم يجرؤ أي وزير على الاقتراب من اللجنة الأولمبية أو جامعة كرة القدم أو الغولف، غير أنه اليوم وجدنا أن اللجنة الأولمبية التي لم تعقد جمعها العام كانت غائبة عن توقيع عقدة الأهداف، في وقت وضعت فيه جامعة على الفاسي الفهري للكرة نفسها في موقف حرج. لذلك، يحسب لأوزين، الذي قال مرارا وتكرارا إن الديمقراطية هي الحل لإصلاح القطاع الرياضي في المغرب، أنه انتقل من مرحلة الشعارات إلى التطبيق، وإلى ممارسة كامل اختصاصاته كوزير في حكومة تقول إنها جاءت للقطع مع ممارسات الماضي، ولتكرس الديمقراطية في جميع المجالات وبينها المجال الرياضي، الذي هو صورة مصغرة لنظام البلد بأكمله. وإذا كانت وزارة الشباب والرياضة دخلت مرحلة جديدة أول أمس الخميس، ورفعت شعارات الديمقراطية والشفافية والمحاسبة، بل وقال الوزير بصوت مسموع إن الجامعات التي لن تؤهل نفسها ولن تعقد جموعها العامة وتقدم الحساب المالي ستكون خارج منظومة المغرب الجديد، فإن المرحلة المقبلة ستكون أصعب، خصوصا عندما يتم توقيع عقود أهداف ستمتد لأربع سنوات من 2012 إلى 2016، إذ ستكون جميع الجامعات الأولمبية وغير الأولمبية ملزمة باحترام القانون وبوضع برامج دقيقة، وأن ترسخ في يقينها أن المحاسبة ستكون عسيرة أدبيا وماليا، بل وأنها قد تجد نفسها خارج رهان المغرب الأولمبي، وقد تعرض نفسها للحل إذا لم تحترم القانون الذي هو أسمى من الجميع، والذي يقدم ضمانات للجميع لا يمكن أن يقدمها أي أشخاص كيفما كان وزنهم. إن غياب الديمقراطية دفع كثيرين في المجال الرياضي إلى الاغتناء غير المشروع، واليوم ربما حان الوقت لتحيل الوزارة ملفات الجامعات التي لا تبرر مصاريفها المالية إلى القضاء، فعندما سيعرف كثير من المتسلطين على المشهد الرياضي أن غياب الشفافية قد يؤدي إلى السجن، حينها سندخل مرحلة جديدة من الإصلاح. برافو أوزين، والأمل ألا تفرمل لوبيات الفساد الرياضي رغبته في التصحيح والتطهير.