تحولت الندوة الصحفية، التي عقدها أول أمس أعضاء من المجلس الوطني لحزب الاستقلال المنبثق عن المؤتمر السادس عشر بأحد فنادق الرباط، إلى فصل جديد من الحرب الكلامية التي يعيش عليها الحزب، بعد أن وجهوا اتهامات صريحة إلى حميد شباط بالاستفادة من الريع وخلق إقطاعيات عائلية وعقارية ومحاولة السيطرة على الحزب. وكشف منظمو الندوة، ومن بينهم علال مهنين والحسني حمدون، عما أسموه محاولة «نسف» هذه الأخيرة بعد أن تلقت إدارة الفندق اتصالات هاتفية من مجهولين طلبوا إلغاء الحجز بدعوى أن الندوة سينظمها أشخاص لا علاقة لهم بالحزب، واعتبروا ذلك دليلا يؤكد بأن هناك أشخاصا لا يؤمنون بالديمقراطية ويتبنون أساليب غير شريفة لتحقيق أهدافهم. واعتبر المشاركون في الندوة أنه «لا يمكن لمن يؤمن بأنه مرشح وحيد في منظمته أن يقدم دروسا في تعدد الترشيحات، ولا يمكن لمن يسطو على حقوق شباب أو نساء في مناطق لا ينتمي إليها أو يحجز مقعدا معفى من المنافسة أن يتحدث عن الديمقراطية»، وهي تلميحات تتضمن إشارة واضحة إلى كل من حميد شباط وعبد القادر الكيحل وعادل بنحمزة. وأكد المشاركون أن صناديق الاقتراع يجب أن تكون هي الفاصل بعيدا عن أساليب القذف المجاني وتشويه الحقائق واستعمال وسائل التغليط والترهيب والترغيب. وأقر التصريح الصحفي، الذي وزع خلال الندوة، بأن حزب الاستقلال يعيش أزمة خطيرة نتيجة ما وصفه بممارسات قد «تضعه في مهب الريح وتجعل مصيره مشابها لما عرفته أحزاب وطنية بسبب مخططات سيكشفها الزمن». كما عادت إلى الواجهة خلال هذه الندوة الاتهامات التي تم تبادلها في وقت سابق بين الاستقلاليين بخصوص استفادة البعض من شقق وعقارات في إطار الصراع الدائر حول منصب الأمانة العامة للحزب، إضافة إلى «الخروقات» التي تمت في لائحة أعضاء المجلس الوطني بعد الحديث عن وجود لائحتين تتضمنان أسماء مختلفة، وهو ما دفع المشاركين في الندوة إلى المطالبة بضرورة تضمين بطاقات الأعضاء تاريخ الازدياد وسنة الانخراط في الحزب.