يستعد أنصار عبد الواحد الفاسي، المرشح لمنصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال، لعقد ندوة صحافية يوم غد الثلاثاء في أحد فنادق الرباط، من أجل الرد على الخرجات الأخيرة لحميد شباط، بعد أن عاد الاحتقان والتوتر إلى دائرة المنافسة بين الطرفين. وكشفت مصادر مطّلعة أن تنظيم هذه الندوة يأتي بعد أن وصل عمل حكماء الحزب إلى طريق مسدودة، علما أن الهدف الأساس من اجتماعهم كان هو تقريب وجهات النظر بين الطرفين والبحث عن حل ينقذ الحزب من ورطة المؤتمر الذي كشف بوضوح أن هذا الأخير مهدد بحدوث تصدع خطير، رغم التصريحات التي تؤكد على تماسك العائلة الحزبية الاستقلالية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحكماء توصلوا إلى قناعة مفادها أن صناديق الاقتراع ستكون هي الحكم وإلى أن البحث عن مرشح توافقي يُنهي الصراع الشّرس الدائر حاليا لم يعد مجديا أمام إصرار كل من شباط وعبد الواحد الفاسي على الاستمرار في معركة الأمانة العامة إلى النهاية. ويأتي عقد هذه الندوة بضوء أخضر من عبد الواحد الفاسي، الذي أعلن أمام أنصاره أنه متمسك بترشحه ولن يتنازل مهْما كان الأمر، وهو ما ربطته المصادر ذاتُها بمحاولة عبد الواحد الفاسي تدارك القصور في التواصل الذي ميّزه منذ انطلاق أشغال المؤتمر، في الوقت الذي أقدم حميد شباط على «خرجات» قوية وصلت إلى حدّ التلميح إلى وجود اختلالات في مالية الحزب.. كما نجح في تحقيق عدة مكاسب، منها نيل دعم الفريق الاستقلالي في البرلمان وتحويل الشبيبة الاستقلالية إلى قاعدة خلفية لحملته، رغم أن حليفه القوي في الأقاليم الصحرواية، حمدي ولد الرشيد، أصبح يواجِه معارضة شرسة من طرف بعض الاستقلاليين الذين يستعدون لمواجهته، بعد أن اتّهموه باحتكار المنطقة وإقصائهم لأهداف شخصية. إلى ذلك، أوضح الحسيني حمدون، عضو المجلس الوطني للحزب، أنه ستحضر الندوة عدة أسماء من اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني، ستتولى الرد على أسئلة الصحافيين وكشف آخر المستجدات في الصراع الدار حاليا بين الطرفين. وقال الحسيني إنه «لا مكان منذ الآن للبلطجية داخل حزب الاستقلال ولا لاستعمال التزوير والمال»، وأن «عهد الزعامات الحزبية انتهى وحان وقت تجديد الوجوه»، وأضاف أن الديمقراطية تفرض التنافس الشريف بعيدا عن الأساليب التي عاش عليها المؤتمر، بعد أن تم الانقلاب على رئيس لجنة القوانين، وهو ما أثار حفيضة عدد من الاستقلاليين، الذين أكدوا أن شباط استعان، خلال المؤتمر، بعدد من الأعضاء الذين تحوّلوا إلى «نكّافات» حملوه فوق «الطيفور»، وأشاروا إلى أن على شباط خلع «قبعة النقابة» إذا كان يريد تنافسا شريفا على منصب الأمانة العامة، مشددين على أن الطريقة التي وصل بها إلى منصب الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين لن تتكرر مع الحزب.