تواصلت أشغال المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال التي انطلقت مساء أمس الجمعة بالرباط، على وقع العنف والانقسام، وسط أزمة غير مسبوقة قد تفضي إلى انتهاء المؤتمر دون انتخاب أمين عام جديد في انتظار حسم الخلافات التي نشبت في اللحظة الأخيرة، وهو الاتجاه الراجح في ظل غياب التوافق حول منصب الأمانة العامة. وتحدثت مصادر استقلالية متعددة، عن استمرار الانقسام حول هوية الأمين العام القادم، بعد أن تمسك حميد شباط بالترشح للمنصب، وتراجع عبد الواحد الفاسي تحت ضغط العائلة الفاسية، وأنصاره عن الانسحاب، بينما شهدت كواليس المؤتمر الحديث عن مرشح توافقي يمثله محمد الوفا الذي لم يعلن صراحة ترشحه للمنصب. وفيما نفى نزاتر البركة لأعضاء من الشبيبة الاستقلالية أن يكون مرشحا للأمانة العامة، شوهد شباط يحيي أنصاره خارج قاعة المؤتمر ويؤكد لهم عدم تنازله، رغم شراسة الضغوط، وفشل مساعي بعض قياديي الحزب في عقد لقاء موسع للكبار للبحث عن مخرج للأزمة في ظل تشبت شباط بترشحه. وكشف مصدر من داخل كواليس المؤتمر للكم.كوم، عن شبه اتفاق على تأجيل الكشف عن هوية الأمين العام إلى حدود شهر شتنبر القادم خلال انعقاد أول دورة للمجلس الوطني، في حين يكتفي المؤتمر الحالي بالمصادقة على تقارير اللجان، والتقريرين الأدبي والمالي، ويختتم بتقديم أعضاء اللجنة التنفيذية لاستقالتهم. وشهدت أشغال بعض اللجان خاصة لجنة القوانين توترا حادا انتهى باشتباك أنصار حميد شباط بأحد المؤتمرين الذي قدم مداخلة داخل لجنة القوانين لم ترض تيار عمدة فاس، صعد على إثرها عدد من المؤتمرين إلى المنصة لإنزال المؤتمر وإشباعه ضربا، مما خلق ردود فعل غاضبة، توقفت على إثرها اشغال اللجنة لدقائق ردد خلالها بعض المؤتمرين عبارة "الشبيطة" احتجاجا على العنف قبل أن تستأنف بتمرير أربعة بنودا هامة يسمح أحدها بالترشح للامانة العامة للحزب بعد ولاية واحدة في اللجنة التنفيذية وهو ما يمهد الطريق لانتخاب حميد شباط .