وشباط أرنب سباقه إلى قيادة الاستقلاليين ندوة صحفية، وقبل ذلك إعلان رسمي عن الترشح للامانة العامة لحزب الاستقلال داخل اجتماع اللجنة التنفيذية، كل هذا فعله حميد شباط محاولا ايصال رسالة مفادها أنه وضع ترشيحه للامانة العامة بشكل جدي، ساواصل الدفاع عن ترشيحي حتى الموت يقول شباط ولن يكون هناك أي فصل ما عدا صناديق الاقتراع. ما كان يروج في القاعة الفسيحة لاحد فنادق العاصمة الرباط خلال الندوة الصحفية التي عقدها حميد شباط للاعلان عن برنامجه ترشحه لكرسي الامين العام لحزب الاستقلال، كان غير الذي يدور خارجها. عمدة فاس كان يدافع عن برنامج اشبه باعادة بناء كاملة لحزب الميزان في الوقت الذي كان فيه حتى بعض المقربين منه يشككون في جدية ترشحه لمنصب الأمانة العامة. مصادر قالت للاحداث المغربية على هامش الندوة إن النسق العام لوضع ترشيح حميد شباط، يقول بأن الغاية منه هو محاولة الضغط على قيادات الحزب من أجل نيل أكبر المكاسب داخل المؤتمر وفق ترتيبات قد توصل الاستقلاليين للتوافق حول اسم واحد لكرسي الامانة العامة دون الدخول في كامل المسلسل الذي رسمه عمدة فاس طيلة أيام واشهد عليه الصحافيين والرأي العام. جدية هذا الرأي قد تستفاد حتى من تصريحات شباط نفسه، في آخر حديث له عن ترتيات المؤتمر السادس عشر يوم الاحد الماضي قال إن التفاوض مع قيادات الحزب داخل اللجنة التنفيذية هو الذي سيوضح الأمور في شأن ترشيحه من عدمه. عقد اجتماع اللجنة التنفيذية وأعلن حميد شباط رسميا ترشحه للامانة العامة، ولكن هذا لم يعف الكل من التساؤل، هل ترشح الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب جدي أم هو دون ذلك؟ حميد شباط قال في الندوة التي عقدها صبيحة أمس إنه سيمضي حتى الموت نحو الترشح وسيحافظ على ترشحه لكرسي الأمانة العامة للحزب إلى نقطة النهاية. سؤال آخر لاكته الالسن طيلة المدة السابقة، من يعارض شباط فعليا داخل حزب الاستقلال؟ على لسانه هو نفسه يوجد الجواب “كفى من مسلسل التوافقات الذي يوصل حزب الاستقلال في كل مرة نحو نفس الاسم". في وقع العكس وترشح اسم من غير عائلة الفاسي لكرسي الامانة العامة هل سيحافظ شباط على نفس موقفه؟ الى حدود الساعة لا جواب على لسان شباط، ولكن المعلومات التي وصلت «للأحداث المغربية» تقول أن ما بين عبد الواحد الفاسي وحميد شباط يوجد مرشح ثالث للأمانة العامة للحزب هو وزير التربية الوطنية محمد الوفا، العائد للحزب بعد طول غياب قاده لتولي حقائب دبلوماسية في ثلاث دول كانت آخرها دولة البرازيل. نفس مصادر الجريدة قالت إن الوفا عبر في آخر اجتماع للجنة التنفيذية للحزب عما يفيد أنه قد يكون مرشحا محتملا لقيادة الحزب. العارفون بترتيبات السباق نحو الأمانة العامة للحزب، يقولون إن ما يزكي أن شباط مرشح لأن ينسحب من السباق في آخر لحظة لصالح محمد الوفا، هو الضغط الذي يمارسه خلال الآونة الاخيرة من أجل كسب أكبر عدد من الامتيازات قبل المؤتمر من أجل ضمان تموقع لمناصريه في الاجهزة التقريرية للحزب خاصة اللجنة التنفيذية ومعها كرسي رئيس المجلس الوطني للحزب. مصادر مقربة من حميد شباط نفسه شككت في أن يسير مؤتمر الاستقلاليين في غير مسلسل التوافق على اسم واحد لقيادة الاستقلاليين ما يعزز فرضية أن شباط لن يكون غير «أرنب سباق» نحو تولي محمد الوفا كرسي الأمانة العامة، وتؤكد ذات المصادر أن هناك اتفاقا قديما بين شباط والوفا لما كلان الأخير سفيرا بالبرازيل، يقضي بأن يدعم شباط الوفا في الوصول إلي الأمانة العامة بعدما أخبره أنه حان وقت دخوله إلي المغرب لقيادة الاستقلاليين.