تحول اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي انعقد مساء أول أمس الثلاثاء، إلى جلسة عاصفة ابتدأت بإعلان حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ترشحه، وبشكل رسمي، للسباق نحو منصب الأمين العام، وانتهت بمشادات كلامية بين نزار البركة وعبد الواحد الفاسي وعدد من الاستقلاليين مع عمدة فاس، فيما اختار عباس الفاسي، الأمين العام الحالي، في آخر أيام قيادته للحزب، تقمص دور «الإطفائي» لنيران أشعلها شباط بدخوله على خط منافسة مرشح «الفاسيين»، وقد تأتي على الأخضر واليابس، على حد قول قيادي استقلالي. وبدا اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، في بدايته، هادئا قبل أن يحوله إعلان الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين إلى ساحة للملاسنات، بإعلانه، على مرأى ومسمع من خصمه السياسي عبد الواحد الفاسي، المرشح الأبرز منذ أشهر لخلافة الفاسي، ترشحه بصفة رسمية للأمانة العامة، معتبرا ذلك «حقا من حقوقه».. وهو إعلان ما كان ليمر دون أن يثير حفيظة تيار نجل مؤسس الحزب، علال الفاسي، الذي كان يعتقد أن ترشحه غير جدي، حسب مصادر استقلالية، أشارت إلى أن طلب الأمين العام الحالي لعدد من أعضاء اللجنة بالتزام الصمت وعدم الرد على شباط لم يلق استجابة لدى عدد منهم، خاصة صهره نزار البركة، وزير الاقتصاد والمالية، الذي لم يتوانَ عن مهاجمته بالقول: «ترشيحك، آسّي شباط مرحَّب به، ولكنْ عليك تقديم استقالتك من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب».. فيما اختار عبد الواحد الفاسي وضع منافسه في موقف التحدي باقوله «لن ينازع أحد ترشحيك.. وأريدك أن تنزل معي إلى الساحة». إلى ذلك، عمد عمدة فاس، مباشرة بعد خروجه من قاعة اجتماعات اللجنة التنفيذية في المقر العام للحزب، إلى استفزاز خصومه، بعد أن قال لمجموعة من الاستقلاليين الذين عاتبوه على دخوله على خط المنافسة مع الفاسي وخلقه البلبلة أياما قلائل على عقد المؤتمر السادس عشر في 29 و30 يونيو الجاري، إنه «باغي يْربّي أولاد الفاسي».. واعتبرت مصادر استقلالية مُطّلعة على كواليس التحضير للمؤتمر، أن تحركات شباط تروم دفع تيار الفاسي إلى التفاوض معه لتمكين محسوبين عليه، أمثال محمد الوفا وعادل الدويري وعادل بنحمزة وعبد القادر الكيحل، من انتزاع مواقعهم داخل اللجنة التنفيذية، وكذا تعبيد الطريق أمامه لمنصب رئيس المجلس الوطني، بعد أن حالت لجنة الأنظمة والقوانين دون إحداث منصب نائب الأمين العام للحزب، لتفادي التطاحن الذي كان يطبع علاقة امحمد بوستة ومحمد الدويري. من جهة أخرى، اضطرت اللجنة التنفيذية إلى استبعاد سعد الدين العلمي، عضو اللجنة التنفيذية، من مهمة رئاسة المؤتمر القادم وتكليف محمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي في مجلس المستشارين، بتلك المهمة، بعد أن اعتذر عن ذلك.