تحول اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، المنعقد مساء أول أمس الأربعاء، إلى ساحة لتبادل الملاسنات بين حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبوعمر تغوان، وزير النقل والتجهيز السابق من جهة، ولطيفة بناني سميرس، البرلمانية السابقة التي أطاح بها شباط في سباق اللائحة الوطنية لفائدة زوجته فاطمة طارق من جهة ثانية. فيما استبق شباط اجتماع اللجنة التنفيذية بعقد اجتماع في مقر النقابة مع عدد من أعضاء اللجنة المحسوبين على تياره من أجل تنسيق مواقفهم. مصادر من اللجنة التنفيذية كشفت أن الملاسنات بين القياديين الاستقلاليين الثلاثة نشبت بعد أن حذرت سميرس خلال تدخلها من مغبة حصول انشقاق داخل حزب علال الفاسي بسبب الصراع المشتد بين تيار شباط وتيار عبد الواحد الفاسي ومن معه من أعضاء المجلس الوطني. إبداء البرلمانية السابقة تخوفها على وحدة الحزب أثارت حفيظة كل من عمدة فاس والوزير السابق للنقل، مما جعلهما يردان عليها بقوة. ووفق المصادر المذكورة، فإن هناك تخوفات حقيقية داخل الأوساط الاستقلالية من انعكاس الصراع الدائر حول المؤتمر على وحدة الحزب. ويزيد من هذه التخوفات ما عرفه اجتماع اللجنة التنفيذية أول أمس من جدل حول رئاسة لجان المؤتمر القادم، حيث تقدم تيار شباط باقتراح أن يتم اختيار رؤساء لجان المؤتمر من أعضاء اللجنة التنفيذية وباللجوء إلى آلية التصويت، بينما ووجه هذا الاقتراح برفض عبد الواحد الفاسي، المرشح لخلافة عباس الفاسي في منصب الأمين العام، بالنظر إلى أن قانون الحزب ينص على أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدد اللجان التي تنتخب رئيسها ومكتبها. واستنادا إلى مصادرنا، فإن هناك صراعا حقيقيا للسيطرة على لجنة الأنظمة والقوانين بين التيارين سيحدد التيار الذي سيتحكم في مصير المؤتمر السادس عشر وتحديد هوية الأمين العام القادم وأعضاء اللجنة التنفيذية، مشيرة إلى أن تيار شباط سيدفع بمحمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين، للظفر بمنصب رئيس لجنة القوانين، بينما سيرشح تيار الفاسي وأعضاء في برلمان الحزب حسن الخوراني، الذي شغل منصب نائب لسعد الدين العلمي، رئيس اللجنة في المؤتمر الأخير. وفي الوقت الذي يبدو اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، غدا السبت، ساخنا في ظل الاختلاف القائم حول تحديد هوية وشكل اختيار رؤساء اللجان، ولاسيما لجنة القوانين والأنظمة، انتهت نقاشات أعضاء اللجنة التنفيذية إلى تكوين لجينة لتدارس منهجية اختيار رؤساء اللجان، مما يجعل نقطة الاختيار مستبعدا البت فيها خلال اجتماع يوم السبت، حيث سيقتصر جدول أعمال اللجنة التحضيرية، حسب مصادر من اللجنة، على تحديد تاريخ المؤتمر المصادقة على النظام الداخلي. إلى ذلك، علمت «المساء» من مصادر استقلالية مطلعة أن اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر، المزمع عقده يوم غد السبت، ستعرف إنزالا قويا لمسؤولي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بغية فرض مطالب تيار شباط على اللجنة، مشيرة إلى أن الكاتب العام لنقابة الحزب وجه استدعاء إلى الكتاب الإقليميين لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية، بالرغم من عدم توفرهم على الصفة للحضور. وحسب المصادر، فإن شباط يهيء ل«إنزال» مسؤولي الذراع النقابي للحزب من أجل ربح معركة رؤساء لجان المؤتمر، التي تبقى آخر معركة سيخوضها بعد أن خسر معركة تحديد تاريخ المؤتمر، مشيرة إلى أن الكاتب العام للاتحاد العام سيحاول تلافي خطأ محاولته الانسحاب من الاجتماع السابق للجنة التحضيرية بمعية 17 من أنصاره قبل أن يعدل عن خطوة الانسحاب، من خلال تنسيقه خلال الأيام الأخيرة مع مجموعة من الأقاليم، وخاصة الدارالبيضاء. من جهة أخرى، اتهم قيادي استقلالي، طلب عدم ذكر اسمه، نزار البركة، صهر عباس الفاسي، بشن حرب على أعضاء في اللجنة التنفيذية من خلال اقتراحه أن يكون رئيس لجنة القوانين من خارج اللجنة، مشيرا إلى أن هناك مخططا لإقصاء أعضاء اللجنة، الذين تسندهم القواعد والقطاعات والجهات، مقابل ضمان موطئ قدم لعناصر جديدة في المؤتمر القادم من أمثال يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون. القيادي الاستقلال اعتبر أن البركة بسعيه إلى تقديم وجوه جديدة لترؤس لجان المؤتمر يريد إشعال الحرب داخل اللجنة التحضيرية، مبديا استغرابه التزام رئيس اللجنة توفيق احجيرة الصمت، وتأكيد الأمين العام للحزب خلال اجتماع اللجنة المركزية وجود لجنة تنفيذية حقيقية وأخرى غير حقيقية. وحسب القيادي الاستقلالي، فإن هناك تيارا داخل الحزب يستفيد من إمكانات الدولة يدفع في اتجاه ما سماه «مخزنة» الاستقلال وتحويله إلى حزب إداري.