فجرت نقطة تحديد تاريخ عقد المؤتمر الوطني السادس عشر لحزب الاستقلال، خلال انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر أول أمس السبت، خلافات جديدة داخل البيت الاستقلالي، تشير إلى سباق محموم على منصب الأمين العام، وضمان مقعد في اللجنة التنفيذية القادمة. وتحول اجتماع اللجنة التحضيرية، الذي ترأسه توفيق احجيرة، وزير السكنى والتعمير السابق، إلى ساحة جديدة للمواجهة وتبادل الاتهامات والملاسنات الكلامية بين محسوبين على شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابية لحزب الاستقلال، وأعضاء في اللجنة التحضيرية مناصرين لعبد الواحد الفاسي، المرشح الأبرز لخلافة عباس الفاسي في منصب الأمين العام، مما أجبر رئيس اللجنة على رفع الجلسة. فيما تجلت ذروة المواجهة بين التيارين المتصارعين منذ أشهر في تهديد شباط بمعية محسوبين عليه بالانسحاب من اجتماع اللجنة التحضيرية، في خطوة للي ذراع خصومهم. وانفجرت الخلافات بعد أن طالب تتنا العلوي، الكاتب الجهوي لنقابة الحزب، وأحد المحسوبين على تيار عمدة فاس، خلال تدخله في إطار نقطة نظام، بإضافة نقطة أخرى إلى جدول أعمال الاجتماع تخص تحديد تاريخ المؤتمر، وهو الطلب الذي جعل الخلافات «الكامنة» تظهر إلى السطح. وحسب مصادر استقلالية، فإن طلب العلوي قسم اللجنة التحضيرية إلى فريقين: الأول يطالب بتحديد تاريخ المؤتمر الآن، والثاني يرى ضرورة إرجاء تحديد وإعلان تاريخ المؤتمر إلى ما بعد قطع أشواط مهمة في عملية التحضير، مشيرة إلى أن لكل فريق حساباته ومراميه فيما يطالب به. وربطت مصادر تحدثت إليها «المساء» بين مطالبة تيار شباط بتحديد موعد المؤتمر خلال اجتماع اللجنة التحضيرية وبين مراهنته على عقد المؤتمر في أبريل القادم أو قبل إجراء الانتخابات الجماعية كأقصى موعد، تحسبا لأي هزيمة قد تلحق بالتيار وزعيمه في أهم معاقله مدينة فاس، مشيرة إلى أن شباط ومن معه يريدون استباق محطة الانتخابات الجماعية بحجز مقاعدهم في اللجنة التنفيذية القادمة، مستفيدين من وضعهم القوي حاليا قبل أن تغير صناديق الاقتراع موازين القوى. ومقابل تيار شباط، يرى الفريق الثاني، الذي يمثل الأغلبية داخل اللجنة التحضيرية والمحسوب على عبد الواحد الفاسي، أنه «لا داعي للاستعجال في عقد المؤتمر ما دام الحزب لا يعيش أزمة، ويدفع في اتجاه أن يكون المؤتمر في سنة 2013. مصادر الجريدة اعتبرت أن موقفي التيارين المتصارعين يكشف أن عباس الفاسي، الأمين العام، الذي كان محط حملة قوية للإطاحة به على خلفية إدارته لمفاوضات تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، ما زال يمسك بالكثير من الخيوط داخل الحزب، وأنه يرفض الخروج من الأمانة العامة قبل انتهاء ولايته في سنة 2013، مشيرة إلى أن هناك محاولة لتأخير عقد المؤتمر إلى ذلك التاريخ حتى لا يفهم الرأي العام بأن هناك إبعادا للفاسي ومعاقبة له على قيادته الحزب خلال الولاية التي قاد فيها حزبه الأغلبية الحكومية. من جهة أخرى، كشفت مصادرنا أن شباط حاول أن يقلب الطاولة على خصومه داخل اللجنة التحضيرية، بتهديده بالانسحاب من اجتماع اللجنة، مشيرة إلى أن محاولته تلك باءت بالفشل بعد أن لم يلق تهديده أي استجابة لدى أنصاره، إذ لم يسانده في قرار الانسحاب سوى 17 عضوا من أصل 500 عضو حضروا اجتماع اللجنة، وهو ما دفعه إلى العدول عن تهديده بالانسحاب. وقد اضطر احجيرة إلى رفع الجلسة، التي كان على رأس جدول أعمالها إعداد النظام الداخلي للجنة التحضيرية وانتخاب رؤساء اللجان ونوابهم ومقرريها، قبل أن يلتحق بمعية كل من شباط وعبد الواحد الفاس، بإحدى القاعات بالمقر المركزي لحزب الميزان، لعقد اجتماع انتهى إلى إكمال أشغال اجتماع اللجنة التحضيرية وفق جدول الأعمال المحدد دون الخوض في جدل تحديد تاريخ المؤتمر، الذي تذهب مصادر استقلالية إلى إمكانية عقده سنة 2013 أو بعد الانتخابات الجماعات الترابية وليس أبريل القادم.