شعب بريس- حميد الفيلالي انعقدت دورة أخرى للجنة التحضيرية لحزب الاستقلال يوم السبت 10 مارس الأخير بالمركز العام للحزب، حيث حضر ثلثا أعضاء اللجنة التحضيرية، وفدوا من مختلف الأقاليم والجهات، برغبة وإلحاح في الحرص على توجيه أشغال اللجنة التحضيرية، الوطنية وفق مبادئ المشروعية التنظيمية والشرعية المذهبية للحزب، كما حضر عشرة أعضاء اللجنة التنفيذية لتتبع أطوار مجريات هذا الاجتماع التحضيري المتميز. في غياب عدم حلول تاريخ مصادقة اللجنة التحضيرية على نظامها الداخلي بدا رئيس اللجنة التحضيرية مرتبكا في تسيير الجلسة، حيث عوض تلاوة محضر اجتماع الدورة السابقة، والذي يحدد جدول أشغال اجتماع يوم السبت الأخير، سمح الرئيس للمتدخلين بإبداء نقاط نظام، وهو ما تدخل بشأنه عشرات المتدخلين، إلا أن اللافت للانتباه هو تدخل أحد اعضاء اللجنة التنفيذية المحسوب على جناح الانقلابيين مثيرا ضرورة تحديد تاريخ المؤتمر الوطني السادس عشر، وهو ما أجج تدخلات الاتجاه المحافظ المحسوب على جناح الدكتور عبد الواحد الفاسي، ليتدخل مباشرة بعده هذا الأخير بكل هدوء شارحا لأعضاء اللجنة التحضيرية أن المصادقة على النظام الداخلي هو موضوع هذا الاجتماع، وان النظام الداخلي ينطوي على أجوبة شافية بشأن تحديد تاريخ المؤتمر، وهو ما سارت فيه معظم التدخلات، مما برز معه أن التيار الداعي إلى ما أعلن عنه الدكتور عبد الواحد الفاسي هو المهيمن على تدخلات كافة الإخوة، الأمر الذي لم يرض مجموعة فاس التي انهزمت شر انهزام من خلال ضعف متدخليها على مستوى الشكل والمضمون، وهو ما تسبب في عراك بين بلطجية شباط ومناضلي جناح الشرعية المهيمن التابع للدكتور عبد الواحد الفاسي، مما جعل شباط يتدخل بقوة لسحب أتباعه وأمرهم بالانسحاب من القاعة بشكل نهائي، بل حسب بعض الشهادات هاتف السيد شباط حلفاءه من أعضاء القيادة غير الحاضرين في الاجتماع منددا بعدم حضورهم مع انصارهم لمده بالدعم اللازم لقلب موازين أشغال الللجنة التحضيرية، وهو ما امتعض له كافة الحاضرين منددين بهذا السلوك غير الديموقراطي، الذي يفرض الرأي الوحيد ولا يؤمن بقواعد اللعبة الديموقراطية، التي فيها غالب ومغلوب. ولقد تأسف الحاضرون لتصرف رئيس اللجنة التحضيرية السيد توفيق حجيرة الذي بادر إلى توقيف الجلسة ورفعها في حينه، دون التشاور مع غالبية الحضور، وذلك رأبا للصدع وترضية للخواطر الغاضبة ، حيث توقفت الجلسة لمدة ساعة تقريبا، وعقد الرئيس جلسة مغلقة بين قيادة الجناحين في بعض مكاتب المركز العام للحزب، ثم عاد الجميع من أجل التوافق على صيغة توفيقية في إحدى مواد النظام الداخلي، تعمل بنظام التفويض لمكتب اللجنة التحضيرية من أجل تحديد تاريخ المؤتمر القادم ، الأمر الذي رفضه غالبية المتدخلين ،بعدما عبروا عن رفضهم لمبدأ التفويض أساسا من منطلق أن اللجنة التحضيرية الوطنية هي سيدة نفسها، وهي التي تقرر في الموضوع في الوقت المناسب. وبقيت تدخلات الأعضاء مستمرة طيلة مدة إثني عشر ساعة ابتداء من التاسعة والنصف إلى غاية السابعة مساء، حيث قررت اللجنة التحضيرية مواصلة الاجتماع في دورة مقبلة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، بعد تعهد رئيس اللجنة بإدخال كافة ملاحظات الإخوة والأخوات وتنقيح مشروع النظام الداخلي والرجوع به إلى اللجنة الوطنية من أجل مناقشته كلما دعت الضرورة إلى ذلك، والشروع في تكوين اللجان الفرعية بعد تجديد تصنيفاتها مؤخرا في الجلسة الأخيرة، ورفعت اللجنة التحضيرية اجتماعها بعدما سجل الجميع المستوى العالي للنقاش من طرف المتدخلين في الحصة المسائية، والتي تساند منطق الحكمة والهدوء والتروي والرفع من أداء المؤتمر المقبل، الذي اعتبره الجميع مؤتمر التميز النوعي في سياق الربيع المغربي الحالي.