كشفت مصادر حزبية أن محسوبين على جناح حميد شباط، عمدة فاس وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، استبقوا عقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر أول اجتماع لها يوم غد السبت، بالترويج لضرورة إعداد أمين عام جديد من الشباب لخلافة عباس الفاسي على رأس الحزب، متوقعة أن ينتقل صراع الأجنحة داخل الحزب إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وحسب مصادر «المساء»، فإن لعب ورقة «أمين عام جديد شاب» من قبل جناح شباط يأتي في وقت لا يعرف فيه إلى حد الآن إن كانت قيادة حزب علال الفاسي ستعتمد في اختيار خليفة عباس الفاسي على تقليد ينهجه الاستقلاليون منذ تأسيس حزبهم، هو «ديمقراطية التوافق». ووفق المصادر ذاتها، فإنه في حال فشل الاستقلاليين في تمرين «ديمقراطية التوافق» سيكون مضطرا للمرور إلى اتباع الآليات الديمقراطية لأول مرة في تاريخ الحزب، بعد أن اعتاد الاستقلاليون التوافق على الأمين العام قبل الذهاب إلى المؤتمر، مشيرة إلى أنه إلى حدود الساعة ليس هناك سوى مرشح وحيد أعلن بشكل محتشم عن ترشحه لمنصب الأمين العام، هو عبد الواحد الفاسي، نجل زعيم الحزب علال الفاسي. فيما تطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية وحظوظ ترشح كل من امحمد الخليفة، عضو اللجنة التنفيذية، ومحمد الوفا، وزير التربية الوطنية في حكومة بنكيران، لمنصب الأمين العام. إلى ذلك، تعطي اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال، يوم غد السبت، إشارة الانطلاقة لعملية التحضير للمؤتمر المرتقب عقده شهر أبريل القادم. وتعقد اللجنة التحضيرية، المتكونة من 580 عضوا، هم أعضاء المجلس الوطني المنتخبون في الفروع، أول اجتماع لها بالمقر الرئيسي للحزب بجدول أعمال يتضمن تشكيل مكتب اللجنة التحضيرية، واعتماد النظام الداخلي، وكذا تشكيل اللجان وانتخاب رؤسائها. من جهة أخرى، خيمت أجواء «السلم» على اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، الذي انعقد مساء أول أمس الأربعاء، بعد أسابيع من الصراع والاحتقان على خلفية الانتقادات التي وجهت إلى تدبير الأمين العام لملف الاستوزار في حكومة عبد الإله بنكيران، وأدى إلى إبعاد أسماء محسوبة على شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي للحزب، عن تقلد مناصب حكومية. وحسب مصدر استقلالي، فإن الاجتماع كان هادئا واختفت فيه أجواء التوتر التي سادت خلال الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن اللافت كان هو لجوء مناهضي عباس الفاسي خلال الأيام الماضية إلى التأكيد على أن «لا مشاكل لهم مع أي كان داخل الحزب»، وأنهم لم يكونوا وراء الدعوة إلى انعقاد المؤتمر، متهمين بالمقابل نزار البركة، صهر الأمين العام للحزب، بالوقوف وراء استعجال عقد المؤتمر. ورغم أجواء التهدئة التي يعيشها حزب الاستقلال بين جناحيه المتصارعين فإن الأيام الماضية شهدت بعض الحوادث المتفرقة التي تشير إلى أن الصراع مازال قائما، تقول مصادر استقلالية، مشيرة في هذا الصدد إلى التهديد الصريح الذي أصدره عضو في اللجنة التنفيذية للحزب في حق مفتش مدينة جرادة ب«قطع رجليه في حال خروجه مرة أخرى من مدينته دون استئذان»، على خلفية مشاركته في ندوة نظمها استقلاليون بمدينة الدارالبيضاء مؤخرا.