يتجه الاستقلاليون إلى طي صفحة خلافاتهم بعد ورود أنباء عن وجود إجماع على عبد الواحد الفاسي، نجل علال الفاسي، مرشحا وحيدا لخلافة عباس الفاسي، على رأس الحزب، فيما اعتبرت أصوات استقلالية هذا الأمر مخالفا للمنهجية الديمقراطية، التي تفرض اختيار رئيس الحزب من أجهزته القيادية وليس عبر التوافقات العائلية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذا الأسلوب غير الديمقراطي ولم يعد معمولا به حتى في الأحزاب الإدارية، التي أصبحت تختار زعماءها من صناديق الاقتراع. وحذر مصدرنا من المضي في هذا الاتجاه لأن ذلك سيزكي صورة سلبية مفادها أن كل الأشخاص الذين تناوبوا على رئاسة الحزب يتحدرون من أسرة آل الفاسي الفهري. إلى ذلك، انطلق أعضاء باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، محسوبون على تيار عمدة فاس حميد شباط، لجمع توقيعات أعضاء بالشبيبة الاستقلالية والمجلس الوطني للحزب من أجل الضغط لعقد مؤتمر وطني استثنائي لإقالة عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، على خلفية ما أثاره استوزار مقربين من الفاسي في حكومة بنكيران. وحسب مصادر «المساء»، فإن هذا الحراك الذي يقوده عبد القادر لكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، وعادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية، يهدف إلى استقطاب أعضاء بالشبيبة الاستقلالية من أجل إجبار عباس الفاسي على التنحي أو عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب أمين عام جديد للحزب. وأفادت المصادر ذاتها أن يتم جمع توقيعات لأعضاء بالشبيبة الاستقلالية والمجلس الوطني لحزب للحزب، خصوصا بعد ازدياد الاحتقان داخل هذين الجهازين بسبب عدم اختيار أي اسم منهما للاستوزار، وبعد تفجير عادل بنحمزة، القيادي في الحزب، قنبلة حينما أعلن، في اجتماع سابق للجنة التنفيذية، الأسبوع الماضي، بأنه يتوفر على وثيقة من وزارة الداخلية تؤكد أن فؤاد الدويري، المستوزر باسم حزب الاستقلال لحمل حقيبة الطاقة والمعادن، غير مسجل في اللوائح الانتخابية ولم يشارك في الانتخابات التشريعية الماضية. من جهة أخرى، أوضحت المصادر ذاتها أن شوطا ثالثا من المواجهات بين عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، وأعضاء باللجنة التنفيذية، سيتواصل خلال انعقاد اجتماع جديد للجنة، بعد غد الأربعاء. وكان أعضاء باللجنة التنفيذية للحزب قد هاجموا عباس الفاسي، خلال اجتماعين انعقدا منتصف الأسبوع الماضي، واتهموه باقتراح أسماء مقربة منه للاستوزار بعد مناضلين بالحزب، وآخر هؤلاء المنتقدين محمد الأنصاري، الذي عاب على الفاسي عدم دفاعه عن أسماء استقلالية «معروفة بالنضال»، حسب تعبيره.