أعلن عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، لأنصاره ومقربيه في اللجنة التنفيذية عن استعداده للتنحي عن منصب الأمانة العامة للحزب، بشرط أن يكون الرحيل مقبولا ويحافظ على سمعته داخل الحزب . وأفاد عضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، رفض ذكر اسمه، في تصريح ل"المغربية"، أن عباس الفاسي أذعن لمطالب أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية، الغاضبين من طريقة تدبيره لملف حضور الاستقلاليين في الحكومة الجديدة، وأنه بات يبدي نوعا من الليونة في موقفه، رغم رفضه الإقرار بأنه ارتكب أخطاء في تدبير ملف ترشح الاستقلاليين للمناصب الوزارية. وقال المصدر إن قوة الضغط من طرف أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية أرغمت عباس الفاسي على قبول الاعتراف بالخطأ، من أجل إيجاد حل يحفظ له مكانته داخل الاستقلال. وأضاف مصدر "المغربية"، أن الحل المناسب، الذي يريده عباس الفاسي، هو التحضير لمؤتمر استثنائي، يستشرف من خلاله الاستقلاليون مرحلة ما بعد الأمين العام الحالي، ويحفظ لكل قياديي الحزب كرامتهم دون تلطيخ مسيرتهم في حزب علال الفاسي. إلا أن رغبة عباس الفاسي في الخروج سالما من زعامة حزب الاستقلال قد لا تتحقق، لتخوفه من رفع الاستقلاليين الغاضبين، خلال المؤتمر الاستثنائي، شعار "فضيحة النجاة"، التي كان بطلها حين كان يشغل منصب وزير الشغل والتكوين المهني في عهد الحكومة التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي، وذهب ضحيتها حوالي 30 ألف شاب، بعد وعد بتشغيلهم من طرف شركة إماراتية كانت تحمل اسم "النجاة". وكشف المصدر ذاته أن عباس الفاسي أرسل نزار بركة ومحمد الوفا للتفاوض مع جناح الغاضبين، الذي يتزعمه حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، الكاتب العام للنقابة الاستقلالية، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والذي يضم كلا من عبد القادر الكيحل، وعادل بنحمزة، ومحمد الأنصاري، وياسمينة بادو، ونور الدين مضيان، ورشيد أفيلال، وعبد الله البقالي، وتوفيق حجيرة، وبوعمرو تغوان، لإيجاد مخرج للأزمة، وإبلاغهم بقبول عباس الفاسي "التنحي بطريقة مشرفة، يتفق عليها جميع الاستقلاليين".