الرباط "مغارب كم": بوشعيب الضبار الحرب الكلامية بين مؤيدي تيار عبد الواحد الفاسي وحميد شباط، أبرز المرشحين للأمانة العامة لحزب الاستقلال، لم تعد حبيسة أسوار المقر المركزي بساحة باب الأحد بالرباط. لقد خرجت إلى العلن، من خلال حملات إعلامية متبادلة بين الطرفين، من بينها ندوة صحافية عقدها مساء اليوم في أحد فنادق الرباط،4 أعضاء من المجلس الوطني، موالين لتيار الفاسي، كما اتضح ذلك جليا من خلال مداخلاتهم، التي اتسمت بانتقاد شباط أحيانا بالتصريح، وأحيانا بالتلميح. وكان أول سؤال تم طرحه عليهم من طرف الصحافيين هو مايتعلق باتهام شباط لأعضاء من اللجنة التنفيذية، بمنحهم أراض وشقق، غير أن منظمي الندوة تجنبوا الرد بدعوى "أن شباط هو المعني بالأمر، هو من يتهم، وهو من يجب عليه إعطاء الدليل". وأضاف المتدخلون "أن هناك من أصبح يغلط الرأي العام، ويقول كلاما محسوبا عليه"، في تلميح مبطن لشباط، على خلفية خرجاته الإعلامية الأخيرة، للترويج لنفسه كمرشح للأمانة العامة للحزب. ورفض منظمو الندوة،علال مهنين والعربي الشرقاوي وحمدون الحسني ومنيرة الر حوي، الإجابة عن سؤال طرحته عليهم إحدى الصحفيات، بشأن تخيل الحالة التي سوف يكون عليها حزب الاستقلال، في حالة فوز شباط، بالأمانة العامة، وما هو التغيير الذي سيطرأ عليه كتنظيم سياسي. وكان جوابهم، "نحن لانتخيل إلا حزب الاستقلال، الذي تحكمه المباديء والقيم، أما الباقي فالله أعلم به". ونفى المتدخلون وجود أي صراع قبلي داخل الحزب، وإنما هناك إيمان بالكفاءات، فيما انتفض أحد قدماء المناضلين والصحافيين القدماء داخل حزب الاستقلال، وهو تميم بنغموش، ليكشف أن "أزمة حزب الاستقلال تكمن في الهرولة نحو المناصب"، مضيفا "أن هذا هو قلب الصراع..صراع بين الأصول ومن لاأصول له"، على حد تعبيره. وعندما سئل المنظمون، لماذا يتهرب الفاسي من المناظرة التي دعت إليها الشبيبة الاستقلالية، لتجمع بينه وبين شباط، في مواجهة أمام المناضلين، أجاب أحدهم أن الفاسي هو المؤهل للرد، فيما انبرى اخر ليقول"إن المناظرة بدعة". وطرحت على ألسنة المتدخلين في الندوة كذلك مسألة حالة التنافي، في تلميح إلى كون شباط يشغل منصب الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مؤكدين "أنه من الناحية الأخلاقية، كان يتعين على الأخ شباط التخلي عن النقابة إذا أراد الترشح للأمانة العامة للحزب". كما أكد المتدخلون رفضهم لأي مساس بالمهدي بنبركة، رغم اختلافهم معهم، معبرين عن رفضهم لأن يتعرض للسب، في تلميح إلى إحدى خرجات شباط سابقا، في هذا الشأن. كما كان لافتا للانتباه حضور ممثلين لفروع الحزب في عدد من الأقاليم، ازدحمت بهم القاعة، إضافة إلى المنظمات والهيئات وروابط الحزب المهنية، في حين لوحظ غياب الشبيبة الاستقلالية، التي تناصر شباط. وكان من بين المنظمين الساهرين على الندوة الصحافية محمد الأندلسي، الذي كان شباط قد أبعده عن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بعد صراع مرير بينهما تناقلت أصداؤه الصحافة. *تعليق الصورة من اليمين إلى اليسار عبد الواحد الفاسي وحميد شباط وعباس الفاسي أرشيف