لمح حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية ل"الاستقلال"، والأمين العام لذراعه النقابي، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى أنه في حالة فوزه في المؤتمر الوطني المقبل بالأمانة العامة للحزب، فإن هناك " أطرا في النقابة مؤهلة لتحمل المسؤولية"على رأس التنظيم النقابي، وذلك في جواب له عن سؤال لموقع "مغارب كم" بشأن إشكالية الجمع بين الحزب والتنظيم النقابي في وقت واحد. ولدى رده عن سؤال ثان للموقع يتعلق بمدى إمكانية نشر ندوته الصحافية، التي عقدها اليوم، بالرباط في يومية" العلم"،أكد أن المفروض هو أن تتعامل الجريدة معها إعلاميا، وفي حالة تجاهلها، فإن مناضلي الحزب سوف يطرحون أسئلة عريضة بخصوصها، لأنها تمثل لسان الحزب". وقدم شباط الخطوط العامة لبرنامجه، بخصوص ترشيحه لأمانة الحزب، مؤكدا الحفاظ على الثوابت الأساسية، ومنها العمل السياسي في إطار المرجعية الإسلامية، والمؤسسة الملكية، والوحدة الترابية، والديمقراطية، ووحدة الحزب . وتعهد بأن يبذل كل ما في وسعه لتقوية كل مؤسسات الحزب وهياكله وتنظيماته، مثل الشبيبة الاستقلالية،والنقابة، والمرأة الاستقلالية وغيرها. وبدون ذكر أسماء محددة، اكتفى بالقول إن هناك أشخاصا،" يستعملون بعض المكائد، وأناسا يلعبون في الماء العكر، ويشخصون الخلافات". حسب قوله، وذلك على خلفية ترشيحه للأمانة العامة للحزب. واستطرد في بعث بعض الرسائل المشفرة، مثل استعانته بالقول الشائع: "ليس الفتى من يقول كان أبي"، في تلميح مبطن نحو عبد الواحد الفاسي، نجل المرحوم علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال، الذي يخوض هو الأخر السباق نحو الأمانة العامة للحزب الاستقلال. وأشاد شباط أكثر من مرة بعلال الفاسي وبنبوغه المبكر، وقال " كلنا علال الفاسي، المفكر والعالم والسياسي والمجاهد،" داعيا إلى الحفاظ على موروثه الثقافي والفكري من خلال النهوض بالمؤسسة التي تحمل اسمه، وقال " عندما نقرأ كتابه " النقد الذاتي، نشعر كأنه يعيش بيننا". ووجه شباط سهام نقده إلى الأحزاب السياسية، ووصفها بأنها "صامتة كأن على رأسها الطير، ولاتقوم بدورها كما يجب، الأمر الذي يسيء إلى العمل السياسي، ويفقده مصداقيته". كما انتقد شباط بحدة ما أسماه ب"الانتقائية" في فتح بعض الملفات، في أوقات معينة، ضد بعض الأشخاص، وقال "نحن ضد الانتقائية". وكشف شباط أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قررت التضامن مع أحد أعضاء الحزب، وسف تصدر بيانا في الموضوع، على خلفية التحقيق معه. ولم يسلم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة بدوره من لسان شباط،فقال عنه بالحرف" إنه إذا اعتاد ارتداء ربطة العنق، فليس لنا أي إشكال، وإن كان المطلوب هو نزعها، مثلما فعل الصينيون منذ سنوات، قصد الانصراف لخدمة البلاد." وأبدى شباط استغرابه لما أقدمت عليه الحكومة مؤخرا من رفع الأسعار، وقال في هذا الصدد،" إن أمرها غريب"،فقد أقدمت على ذلك " دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطنين" مضيفا " إننا نستنكر صمتها إزاء الحوار الاجتماعي". واعتبر شباط الشعب المغربي " بانه قنوع ولكنه غير خنوع"، وعاب عن حزب الاستقلال، افتقاده للمبادرة ، والسرعة في اتخاذ القرارات، كحزب مشارك في الحكومة. وأكد شباط ضرورة "فتح حوار حقيقي عن طريق الأحزاب المشاركة في الحكومة"، وقال" نحن في حزب الاستقلال، لسنا مجرد مكملين للحكومة، يجب أن يكون لنا دور". كما أصر شباط على أن يقدم وزراء حزبه كل مائة يوم حصيلة أعمالهم ليطلع عليها الجميع. ودعا إلى تفعيل دور لجنة المحاسبة الحزبية، وإلى تكوين لجنة لحصر وحماية ممتلكات الحزب "الذي يقال عنه إنه حزب غني"، وإلى تمكين الرأي الوطني العام من المعلومة، معبرا عن أمله في أن يكون حزبه سباقا للتواصل الإعلامي، عبر استعمال وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة.