من المتوقع أن يرافق الجلسة الأولى لمحاكمة حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في الدعوى التي رفعتها ضده الشبيبة الاتحادية على خلفية تصريحاته النارية حول الزعيم اليساري المهدي بنبركة، إنزال شعبي كبير دعما لعمدة فاس، قادمين من العاصمة العلمية ومن الرباط، حسب مصدر مقرب من شباط، الذي فرض على نفسه طيلة اليومين الماضيين شبه عزلة بعدم الرد على الهواتف. وتعقد اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، مساء يومه الأربعاء، اجتماعا هو الأول من نوعه منذ إعلان شباط، في الأسبوع الماضي، عن عزمه عدم التقدم للانتخابات الجماعية في مدينة فاس، بدعوى التفرغ لنقابة الاتحاد العام، التابعة لحزبه، وهو الإعلان الذي تزامن مع وجود عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، خارج المغرب في مهمة رسمية بالأردن. وبينما قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عادل بنحمزة، إن الاجتماع سيكون «اجتماعا تقنيا فقط» ويطبعه الاستعداد للانتخابات الجماعية المقبلة، التي يسعى فيها الحزب للحفاظ على موقعه في الصف الأول أسوة بالانتخابات الجماعية التي سبقتها وكذا الانتخابات التشريعية الأخيرة، قال مصدر رفض الكشف عن اسمه ل«المساء» إن محاكمة شباط ومشاركة هذا الأخير في برنامج «حوار» التلفزيوني، الذي سيرد فيه على تصريحات واتهامات محمد الأشعري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ستكونان على رأس جدول أعمال الاجتماع الذي سيرأسه عباس الفاسي. وأوضح بنحمزة، في هذا السياق، أن قرار اللجنة التنفيذية، الذي كانت قد صوتت عليه بالإجماع في وقت سابق وأيدت فيه تمثيل شباط للحزب في الحلقة المخصصة له ضمن حلقات البرنامج الحواري، لم يطرأ عليه أي تغيير، وأن شباط هو من سيمثل الحزب بالفعل. وعبر أعضاء لجنة التنظيم داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بفاس، عن تشبثهم بشباط لتمثيل الحزب في البرنامج، وقالوا في بلاغ توصلت به «المساء»، أمس، «نعلن نحن مناضلي الحزب ومناضلي الاتحاد العام للشغالين بفاس عن تشبثنا بهذا الحق والانتداب تنويرا للرأي العام»، مضيفين بأنهم يرون في شباط «خير لسان لرفع اللبس عن بعض القضايا وللدفاع عن الحزب خلال هذا الموعد». إلى ذلك، انتقد وزير استقلالي سابق، رغب في عدم الكشف عن اسمه في حديث ل«المساء»، حزب الاتحاد الاشتراكي بسبب ما وصفه ب«التضخيم» الذي قام به تجاه تصريحات حميد شباط حول بنبركة، التي وصفه فيها ب«القاتل». وقال المسؤول الحكومي السابق إنه كان على الاتحاديين أن «يطوقوا تلك التصريحات داخل الحكومة عوض أن يخرجوها إلى العلن ويجعلوا منها فضيحة»، مضيفا أن حوالي 20 مليون مغربي، من أصل ثلاثين، ولدوا بعد رحيل المهدي بنبركة «ولا يمكن أن نستمر في العيش على أحداث تاريخية مضى عليها الزمن». وأشار العضو الاستقلالي إلى مذكرات عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب العام الراحل للاتحاد الاشتراكي، التي أصدرتها قبل عامين المؤسسة التي تحمل اسمه بسلا، وقال إن تلك المذكرات تضمنت «كلاما مسيئا جدا للزعيم علال لكننا لم نضخم الأمور واكتفينا بالرد في جريدة الحزب وانتهى الأمر».