عمدة فاس يتابع بتهمة القذف في حق الزعيم اليساري الراحل بن بركة تبدأ اليوم (الأربعاء) بالمحكمة الابتدائية في الرباط ، محاكمة القيادي الاستقلالي حميد شباط بتهمة القذف في حق الزعيم الاتحادي الراحل، المهدي بنبركة، الذي وصفه شباط في تصريحات صحفية ب "القاتل". "" وسيتولى القاضي الشهير محمد العلوي والمعروف بأحكامه الشديدة ضد الصحافيين ، النظر في مضمون الشكاية التي رفعتها الشبيبة الاتحادية ضد شباط عن طريق المحامي الاتحادي محمد فرتات. وتطالب الشبيبة الاتحادية القضاء بمؤاخذة حميد شباط،" وإدانته من أجل ارتكابه جنحة القذف بواسطة الصحافة، المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصول 442 و443 و444 من القانون الجنائي، والفصول 44، و45، و46 من ظهير 15 نونبر 1958". ومن جملة ما تطالب به الشبيبة الاتحادية، أيضا، "القول والحكم على "شباط" بأدائه للعارضة مبلغ درهم رمزي واحد، تعويضا عن الضرر المادي والمعنوي، الذي لحقها من جراء الجريمة المرتكبة، والحكم بنشر الحكم الذي سيصدر في جريدتين يوميتين". وذكرت مصادر مقربة من حزب الاستقلال أنه تم كراء عدد من الحافلات لنقل أنصار حميد شباط من مختلف المدن المغربية إلى الرباط ، حيثمن المنتظر أن ينظموا وقفة احتجاجية بشارع مدغشقر، حيث يوجد مقر المحكمة الابتدائية بالرباط ، بينما تتخوف السلطات الأمنية من وقوع مصادمات بين أنصار الزعيم الاشتراكي الراحل بنبركة، وأنصار الاستقلالي شباط. وكان حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال رئيس الاتحاد العام للشغالين التابع للحزب ورئيس مجلس مدينة فاس، قد أدلى بتصريحات صحفية الشهر الماضيوصف فيها المهدي بن بركة مؤسس اليسار المغربي الحديث ب"القاتل" ، كما حمّله المسؤولية الكاملة عن مذابح وسفك دماء وقعت منتصف الخمسينات في منطقة سوق الأربعاء، وقال شباط"هذا تاريخ والتاريخ لا يمكن أن يزور بتسمية بعض الأشخاص أو إطلاق بعض الألقاب عليهم، فالتاريخ لا يرحم". وطالب شباط في ذات التصريحات ب"إعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب، وإعادة صياغة ما يصطلح عليه بسنوات الرصاص ومن المسؤول عنها، فهذه كلها أمور يريد الشعب المغربي والشباب أن يعرفها ومن حقه أن يعرف من قتل آباءه وأجداده ومن شتت الحركة الوطنية ومن تآمر على الوطن ومن صنع جبهة البوليزاريو ومن شارك في مؤامرة 1973 ومن ومن، فهناك أمور كثيرة". وللمهدي بن بركة مكانة خاصة لدى المغاربة، توازي مكانة تشي غيفارا المناضل اليساري الذي سقط على أيدي حلفاء الولاياتالمتحدة في بوليفيا نهاية 1967 . ويعتبر بن بركة أحد قادة الحركة الوطنية المغربية ومؤسس اليسار المغربي الحديث والأب الروحي للحركة الديمقراطية المغربية إضافة إلى مكانته العالمية كأحد قادة التحرر في العالم الثالث ، قبل اختطافه في باريس واغتياله وإخفاء جثمانه ، الذي لم يعرف مصيره حتى الان رغم مرور 44 عاما على الجريمة التي ارتكبت بحقه.