أجلت المحكمة الابتدائية بالرباط، أول أمس الأربعاء، النظر في الدعوى، التي رفعتها الشبيبة الاتحادية ضد الاستقلالي حميد شباط، إلى 5 شتنبر المقبل، استجابة لآخر طلب لدفاع المتهم، القاضي بتعزيز ملف المؤازرة، في انتظار الحسم في هذه القضية ابتدائيا. وكان شباط اعتبر، في تصريحات صحافية، الرمز اليساري الراحل، المهدي بنبركة "قاتلا ومجرما"، وعلى إثر ذلك رفعت شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دعواها ضده. ويتابع شباط ومن معه في المحكمة ذاتها، في ملفات عدة، آخرها تهمة "اقتحام مقر التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وممارسة العنف والقذف، وعرقلة العمل، والتدخل في المسائل المخولة للسلطة الإدارية، باقتحام مكاتب بقصد منع تنفيذ أوامر الإدارة، وكذا ارتكاب أعمال عنف وإيذاء خفيف، وإهانة موظفين أثناء قيامهم بوظائفهم." وتميزت الجلسة السابقة بنقاش حول سلامة الإجراءات الشكلية والقانونية الواجبة في الاستدعاء، بعد أن رفع دفاع شباط ملتمسا للقاضي محمد العلوي، برفض الشكاية "لأنها جاءت بصيغة الشبيبة والرياضة، ولم تأت بصيغة الشبيبة الاتحادية". وكان بعض أعضاء هيئة دفاع شباط دخلوا في أولى جلسات هذه القضية في اشتباكات ومواجهات بالأيدي مع دفاع الشبيبة الاتحادية، بل تطور الأمر إلى مطاردات داخل ردهات المحكمة. وانتقلت المواجهات، آنذاك، إلى خارج أسوار المحكمة، حيث كان أنصار شباط، الذين احتلوا شارع مدغشقر بالرباط ، بينما نظم دفاع الشبيبة الاتحادية وقفة احتجاجية داخل المحكمة، استنكر فيها الاعتداء على أحد عناصره، وطالب بلقاء مباشر مع الوكيل العام لرفع تظلماته، وتوجيه شكاية في الموضوع، قصد فتح تحقيق. وردد شباط، القيادي الاستقلالي، والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعمدة مدينة فاس، شعارات ترمي، في تقدير عدد من المتتبعين، إلى استفزاز مشاعر أنصار بنبركة عامة، والاتحاد الاشتراكي بالخصوص، من قبيل "القضية وطنية، والمحاكمة سياسية"، و"شباط في المحكمة، هو اللي فضح الخونة"، في إشارة إلى الاتحاديين والمهدي بنبركة، الذي أضافوا إليه هذا الوصف علاوة على نعت "المجرم" و"القتال"، فضلا عن شعارات مناصرة لشباط، على غرار "زعيمنا النقابي، هو شباط الفاسي". وهذا ما فتح ملفات متابعة جديدة بحق شباط وأنصاره، وهي قضايا تنظر فيها المحكمة الابتدائية بالرباط.