كشفت مصادر صحفية فرنسية أن أكبر غواصة حربية نووية أمريكية قد عبرت أول أمس في سرية تامة السواحل المغربية الشمالية، وزادت المصادر ذاتها قولها إن تدابير أمنية على أعلى مستوى جرى استخدامها حتى لا يتم الكشف عن هذا العبور للسواحل المتوسطية المغربية من قبل إحدى أكبر الغواصات النووية الأربع، التي تتوفر عليها البحرية الأمريكية. ونشرت أمس صحيفة «مير إي مارين» الفرنسية المتخصصة في الأنشطة البحرية التجارية والعسكرية، أن الغواصة الأمريكية الحربية، التي عبرت في عمق بحري جد محاذي للسواحل المغربية الشمالية، تعتبر رابع غواصة نووية تتوفر عليها البحرية الأمريكية، مضيفة أن طولها يصل إلى 170 مترا، فيما وزنها يفوق 18 ألف طن، كما أنها تتوفر على طاقم عسكري من 154 عسكريا، وبإمكانها استقبال وحدات عسكرية إضافية تصل إلى 66 مجموعة من الكومندوهات. وأوردت المصادر ذاتها أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تفيد بأن الغواصة الأمريكية عبرت السواحل الشمالية المغربية في طريقها نحو السواحل السورية عبر البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أن واشنطن تستعد لجميع الاحتمالات بما فيها العسكرية، في أفق تطورات الملف السوري والإيراني، مشيرة إلى أن الغواصة النووية الأمريكية التي عبرت أول أمس السواحل الشمالية المغربية تتوفر على نظام صواريخ جد متطور، عبر قاذفات صواريخ من نوع «طوماهوك» يصل عددها إلى 154 صاروخا، إلى جانب عدد كبير من صواريخ «كوك» والصواريخ الباليستية. إلى ذلك، كشفت معطيات ذات صلة أن القدرات العسكرية للغواصة الأمريكية تكمن في قدرتها على تدمير أهداف ثابتة على الأرض على مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر، في وقت أفادت فيه معلومات أخرى بأن عبور الغواصة النووية الأمريكية في سرية تامة للسواحل الشمالية المغربية في طريقها نحو السواحل السورية على البحر الأبيض المتوسط، هو إعادة سيناريو الغواصة الحربية الأمريكية المماثلة، التي رست تحت مياه السواحل الليبية وقامت بإطلاق 90 صاروخا من طراز «طوماهوك»، التي دمرت مرافق عسكرية موالية للعقيد القذافي. هذا وأوردت نفس المصادر أن واشنطن تريد إعادة رسم تواجدها العسكري في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد التطورات على صعيد الأزمة السورية، مشيرة إلى أن اختيارها طابع السرية بعبور هذه الغواصة السواحل المغربية الشمالية ودخولها البحر الأبيض المتوسط، مسألة تحتمل أكثر من قراءة لأهداف هذا الانتشار العسكري الجديد للقوات الأمريكية في المنطقة المتوسطية.