قالت وزيرة خارجية إسبانيا، أنا بالاثيو، إن الحكوميتين المغربية والإسبانية، واعيتان تماما، وتعملان على تطوير العلاقة الثنائية القائمة بينهما على التكامل وحسن الجوار. وجاء تأكيدها هذا في معرض محاولتها لتبرئة بلادها من تحيزها السافر ولعبها لدور الخصم والحكم، كما كان أعلن عن ذلك وزير الخارجية محمد بنعيسى في وقت سابق. ووصفت أنا بالاثيو في ندوة صحافية عقدتها بمناسبة انتهاء مدة رئاستها لمجلس الأمن، الحوار المغربي الإسباني بالمفتوح والصريح. في الوقت الذي عبر فيه المغرب عن استيائه البالغ من الموقف الإسباني حول جملة من القضايا الوطنية على قائمتها الموقف من الصحراء المغربية والمدينتان المغربيتان المحتلتان سبتة ومليلية و طريقة تدبير ملف الهجرة السرية... وتأتي تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية متزامنة مع إعلان الحكومة الإسبانية عزمها اقتناء بارجة حربية كبيرة وأربعة غواصات، ضمن سلسلة متواصلة من المبادرات نحو المزيد من تقوية ترسانتها العسكرية استعدادا لأي مواجهة عسكرية ممكنة في حوض البحر المتوسط. وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء قد كشفت أول أمس، استنادا على مصادر صحافية إسبانية، عن أن الحكومة الإسبانية تدرس حاليا التفاصيل النهائية لطلب ضم بارجة حربية استراتيجية وأربعة غواصات من طراز ،إس ,80 في إطار برنامج تحسين البنية الأساسية للأسطول الإسباني. وأضافت المصادر الإسبانية نفسها أنه من المنتظر أن تحل البارجة الحربية التي يبلغ طولها 231 مترا وتصل كلفتها إلى حوالي 360 مليون أورو، مشاكل النقل الاستراتيجي البحري للقوات المسلحة الإسبانية بعد أن تم مؤخرا تخصيص أربعة عبارات لنقل التجريدة الإسبانية المتوجهة إلى العراق. وستكون هذه البارجة التي سيستغرق بناؤها 56 شهرا حسب المصادر ذاتها، قادرة على نقل 1200 جنديا نحو أماكن تبعد ب16650كيلومترا، ويمكنها أن تستقبل الطائرات التي تقلع بشكل عمودي من نوع هارير ونقل عدد من المروحيات في الوقت نفسه. ومن جهة أخرى أشارت إيل باييس إلى أن الغواصات الأربع التي تصل قيمتها إلى 500 مليون أورو للواحدة ستعوض الغواصات القديمة ديلفين التي بنيت في سنوات الستينات وذلك بهدف تزويد الأسطول الإسباني بوحدات ذات خصائص قريبة من تلك التي تتوفر عليها الغواصات النووية. ومن خصائص هذه الغواصات الكبرى أنه بالإمكان تجهيزها بصواريخ عابرة من طراز طوماهاوك للقيام بهجمات ضد أهداف برية. وسيتم تسليم أول غواصة من نوع إس 80 للأسطول الإسباني سنة .2011 جدير بالذكر أن إسبانيا، في سياق سياستها الاحترازية التي تسلكها حاليا، قد تلقت أخيرا أجهزة تجسس متطورة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بغية توظيفها ضد المغرب من حدوده الشمالية، في عملية وصفت بأنها الأكبر من نوعها خلال الأعوام الأخيرة التي باتت فيها العلاقة المغربية الإسبانية تعيش أزمات متتالية حالت دون التطبيع الكامل بين البلدين برغم قرار عودة السفيرين المغربي والإسباني إلى مقري عملهما. وتواصل إسبانيا اتخاذ بعض الإجراءات المستفزة للمغرب، حيث تم في وقت سابق الإعلان عن أن الحكومة الإسبانية قررت بناء سور بحري في مدينة مليلية، المدينةالمحتلة، لفصلها نهائيا عن المناطق المغربية الأخرى. وسيتم نقل التجربة إلى سبتة في حالة نجاحها. وأوضحت مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية الإسبانية تنوي بناء ما يمكن أن نسميه سورا بحريا بين الحدود البحرية المغربية المحررة وشاطئ مدينة مليلية بحجة مواجهة الهجرة السرية. من المفترض أن تكون الأشغال جارية به الآن، وهو عبارة عن تكملة للسور الذي أقامته سابقا علي الحدود البرية المصطنعة وطوله ثمانية كيلومترات، حيث يشمل الدائرة البرية لمليلية. عبد الرحيم اليوسفي